تحضيرات لإعادة مئات العراقيين من مخيم الهول السوري

10 مارس 2022
بقاء الأطفال في مخيم الهول السوري "يشكّل قنابل موقوتة" (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر حكومية عراقية في بغداد، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، عن تحضيرات واسعة لإعادة المئات من العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول السوري ممن تم الانتهاء من تدقيق ملفاتهم الأمنية عبر لجنة مشتركة من جهاز الأمن الوطني والمخابرات في العراق، مؤكدة أنهم سيُنقلون إلى مخيم جُهّز مسبقاً في محافظة نينوى قرب الموصل، تمهيداً لإخضاعهم لدورات تأهيل نفسي وثقافي واسع خاصة الأطفال منهم تشمل إعادتهم للدراسة أيضاً.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تأكيدات وزارة الهجرة العراقية في بغداد، وجود ما بين 29 إلى 30 ألف عراقي داخل مخيم الهول السوري في الوقت الحالي.

وقال وكيل الوزارة كريم النوري إنّ "عدد المُهجّرين المتواجدين في مخيم الهول حوالي 70 ألف فرد من كل الجنسيات، ومن العراقيين يتراوح من 29 إلى 30 ألفاً أغلبهم أطفال، ووجود هؤلاء ضمن تنظيم داعش سيكون خطراً على العراق".

وأكد، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أنّ استقبال العراق للموجودين من مواطنيه في مخيم الهول السوري يكون "بعد التدقيق الأمني، وهناك برامج مكثفة سواء العلاجات النفسية أو الاندماج المجتمعي، لأنهم عاشوا ظروفاً صعبة من عملية غسيل الدماغ خلال فترة عصابات داعش الإرهابيَّة".

وذكر أنَّ "منظمة iom للهجرة الدولية أسهمت في التأهيل المجتمعي لمهجري مخيم الهول، وكذلك مستشارية الأمن القومي (العراقية)، وبعض الجهات الحكومية كالجهاز الوطني لتهيئة ظروف عودتهم".

وقال مسؤول في الحكومة العراقية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ الإجراءات الخاصة بنقل ما لا يقل عن 700 شخص من عراقيي مخيم الهول السوري عبارة عن نساء وأطفال شارفت على الانتهاء بما فيها عملية نقلهم عبر حافلات من الحدود السورية إلى داخل العراق".

وأضاف أنه تم الانتهاء خلال الأسابيع الماضية من عمليات التدقيق الأمني والعدلي للدفعة الجديدة من أجل إعادتهم، وسيكون مكان إقامتهم داخل العراق في مخيم جنوب الموصل، يتم إخضاعهم لدورات تأهيل مختلفة".

واعتبر أنّ وجودهم في العراق "أفضل أمنياً واجتماعياً ويمثل إنقاذاً للأطفال من المكان الذي يعتبر بيئة حاضنة لأفكار متطرفة يمكن أن تنحرف بهم"، في إشارة إلى مخيم الهول السوري.

وتابع: "نتمنى من الدول الأخرى خاصة الأوروبية أن تبدأ بنقل رعاياها أيضاً من مخيم الهول، لأنّ مسلحي "قسد" (قوات سورية الديمقراطية) غير مهيئين لمثل هذه المهمة".

وكشف عن أنّ العائلات التي ستعود برغبة منها، هي من العراقيين الذين دخلوا سورية بقصد الاتجاه إلى تركيا، هرباً من المعارك والقصف لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين داخل سورية بعد إغلاق أنقرة حدودها مع سورية ووقف النزوح إلى أراضيها عام 2017، وآخرون اتخذهم "داعش" دروعاً بشرية له مع بدء انكساراته على يد القوات العراقية في المدن الحدودية مع سورية.

من جهته، قال عضو منظمة "نينوى للإغاثة"، سلام عوني لـ"العربي الجديد"، إنّ مخيم الجدعة الواقع جنوبي الموصل سيكون مكان إعادة العائلات الجديدة القادمة من مخيم الهول السوري.

وأضاف عوني، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" من أربيل: "غالبيتهم أطفال ونساء وقسم منهم يعاني من نقص تغذية ومشاكل صحية نتيجة الظروف التي لاقوها هناك"، معتبراً أنّ العراق "تصرّف بشكل صحيح في خطوة إعادتهم وإخضاعهم للتأهيل النفسي والاجتماعي والعلمي كونهم ضحايا لإخفاق الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي في حماية مدنهم ومنع سقوطها بيد تنظيم داعش".

وكان النائب في البرلمان عن محافظة نينوى، شيروان دوبرداني، قد أكد، في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، وصول لجنة أمنية وأخرى من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية إلى مخيم الهول السوري الثلاثاء الماضي، لإكمال إجراءات رحلات إعادة مئات العائلات إلى العراق، مبيّناً أنّ ذلك سيتم بعد عمليات تدقيقهم وتجهيزهم لإعادتهم على شكل دفعات.

وأضاف، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عراقية محلية، أنه "صدر قرار بإعادة جميع سكان مخيم الهول من العراقيين باستثناء غير الراغبين بالعودة".

والخميس الماضي، حذّر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، من خطورة بقاء الأطفال في مخيم الهول السوري، معرباً عن استعداد الحكومة العراقية للتعاون مع المنظمات الدولية لترحيل الأطفال إلى بلدانهم.

ووفقاً لبيان صدر عن مكتب الأعرجي، فإنّ الأخير استقبل مديرة قسم حماية الطفولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في العراق جونيتا ابضايا، وجرى استعراض أبرز الملفات المتعلقة بعمل المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في العراق، مشيراً إلى أن "بقاء الأطفال في مخيم الهول السوري يشكّل خطرا كبيرا وقنابل موقوتة"، مؤكداً أنّ هذا "الملف حساس ويحمل طابعا إنسانيا"، مُبدياً استعداد الحكومة العراقية للتعاون مع المنظمات الدولية المعنية في هذا المجال".

المساهمون