تحذيرات من الأمراض والعنف الجنسي في السودان مع تواصل المعارك والنزوح

02 يوليو 2023
مع تزايد النازحين تبرز حاجة ملحّة إلى زيادة المساعدات وتوسيع نطاق الخدمات (فرانس برس)
+ الخط -

في وقت تستمرّ فيه الاشتباكات في السودان، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أنّ النزاع المتواصل يهدّد بتفشّي الأمراض، لا سيّما الحصبة، وسوء التغذية بين الأطفال في مخيّمات النازحين. 

وكان النزاع الذي اندلع في البلاد في 15 إبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، قد أدّى إلى نزوح أكثر من 2.8 مليون شخص ومقتل نحو 2,800 آخرين. وتتركّز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، بالإضافة الى إقليم دارفور غربي البلاد، علماً أنّ الأمم المتحدة حذّرت من أنّ ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى "جرائم ضدّ الإنسانية" ويتّخذ أبعاداً عرقية.

ومن غير المستبعد بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية العاملة في السودان أن تكون الأوضاع متدهورة في هذا البلد المأزوم اليوم، فهو منذ ما قبل اندلاع النزاع الحالي يُعَدّ من أكثر دول العالم فقراً. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكانه، إلى مساعدة إنسانية وحماية.

وفي ظلّ الأزمة الأخيرة، لجأ مئات آلاف النازحين إلى مناطق بقيت في منأى عن المعارك، غير أنّها تعاني كغيرها من صعوبة في توفير الخدمات الأساسية. واليوم الأحد، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أنّ ولاية النيل الأبيض، التي تقع على مسافة نحو 350 كيلومتراً إلى الجنوب من الخرطوم، باتت تستقبل "أعداداً متزايدة" من النازحين.

وفي تغريدة على موقع تويتر، بيّنت "أطباء بلا حدود" أنّ "تسعة مخيمات تستقبل مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال"، محذّرة من أنّ "الوضع حرج" في ظلّ الاشتباه في إصابات بالحصبة وسوء التغذية بين الأطفال.

أضافت المنظمة: "عالجنا، ما بين السادس من يونيو/ حزيران الماضي والـ27 منه، 223 طفلاً اشتُبه في إصابتهم بالحصبة، وأُدخل 72 طفلاً إلى عيادتَين ندعمهما وقد توفي فيهما 13 طفلاً"، مؤكدة أنّها تستقبل يومياً أطفالاً مرضى يُشتبه في إصابتهم بالحصبة، ويعانون بمعظمهم من مضاعفات.

يُذكر أنّ المنظمة أنشأت مركزَي علاج، مضيفة أسرّة وطواقم عمل، فهي استقبلت منذ السادس من يونيو 3,145 مريضاً عموماً. وأوضحت أنّه "مع وصول مزيد من النازحين، تبرز حاجة ملحّة إلى زيادة المساعدات وتوسيع نطاق الخدمات مثل التحصين والدعم الغذائي والمأوى والمياه والصرف الصحي".

وتكرّر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرّات آمنة لعبور المساعدات إلى المتضرّرين من النزاع الأخير في السودان، خصوصاً في موسم الأمطار الذي يمتدّ من يونيو إلى سبتمبر/ أيلول من كلّ عام، ويتسبّب في فيضانات تودي بضحايا وتعوّق الحركة على الطرقات.

إلى جانب النازحين في داخل السودان المأزوم، لجأ أكثر من 600 ألف من المهجّرين إلى دول مجاورة، بحسب ما تفيد بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وقد استقبلت تشاد الحدودية مع دارفور آلاف الفارين من الإقليم الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان. ومنذ اندلاع النزاع، شهد دارفور بعضاً من أسوأ أعمال العنف التي ترافقت مع انتهاكات إنسانية وجنسية، وجرائم قتل على أساس عرقي، وعمليات نهب واسعة النطاق، بحسب ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.

وأفادت وحدة مكافحة العنف ضدّ المرأة والطفل الحكومية، أمس السبت، عن تسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضدّ النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصاً في مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور.

وجاء في بيان نشرته الوحدة على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أنّ "إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم بلغ 42 حالة"، في حين "سُجّلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع".

وسبق لوحدة مكافحة العنف ضدّ المرأة والطفل الحكومية أن سجّلت 25 اعتداءً جنسياً في نيالا عاصمة جنوب دارفور. وقد أعربت الوحدة "عن قلقها الشديد إزاء تنامي ظاهرة الاستهداف العرقي للنساء والفتيات".

وأعادت الأحداث الراهنة إلى الأذهان الذكريات المريرة لأعمال العنف الدامية التي شهدها إقليم دارفور على مدى عقدَين من الزمن بدءاً من عام 2003، في نزاع أوقع نحو 300 ألف قتيل وشرّد 2.5 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون