رغم بدء الأسبوع الدراسي الثالث، بعد افتتاح المدارس رسمياً في مصر، في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد تأجيلها بسبب أزمة فيروس كورونا، وعودة قرابة 23 مليون طالب وطالبة على مستوى الجمهورية إليها، إلاّ أنّ تأخر تسليم الكتب الدراسية في بعض المدارس بالمحافظات المصرية، يثير أزمة للطلاب وأولياء الأمور، في ظلّ ربط عدد من المدارس الحكومية والخاصة استلام الكتب بدفع المصروفات كاملة. وهذه المشكلة تتكرّر مع بداية كلّ عام دراسي، رغم تأكيدات وزارة التربية والتعليم عدم ربط المصروفات بتسليم الكتب.
وكذّب مسؤول بإحدى الإدارات التعليمية ما يردّده وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، حول عدم ربط المصروفات بتسليم الكتب، مؤكداً أنّ الإداريين بالمدارس مرتبطون بسداد المصروفات مقابل تسليم الكتب، وأنّ تلك الأموال يتمّ توريدها أولاً بأول إلى وزارة التربية والتعليم. وأضاف أنّ الكتب "عُهدة" بعد التوقيع على استلامها، وأيضاً أموال المصروفات وإلاّ الاتهام بالفساد المالي، موضحاً أنّ المعلومات التي أكّدتها الوزارة في بيانات لها، أثارت حالة من اللّغط بين أولياء الأمور، عندما طالب البعض باستلام كتب أبنائهم، دون دفع أي مصروفات، ووصل الأمر إلى المطالبة بها عنوة، وفي النهاية تتمّ مساءلة الموظف أمام الشؤون القانونية بالوزارة، وتوجيه الاتهام له ببيع الكتب ووضع أموالها في جيبه.
وزادت الشكاوى من تأخّر تسليم الكتب الدراسية في بعض المدارس الحكومية، لدى الجهات المسؤولة بالمحافظات، وأيضاً عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بخلاف المدارس الخاصة التي قامت بتسليم الكتب، بسبب قيام أولياء الأمور بسداد مصروفات الفصل الدراسي الأول، ربما قبل بداية العام الدراسي، حتى لا يُطرد الطالب من المدرسة. وأكّد عبدالهادي ص.، وهو مدير إداري بإحدى المدارس الحكومية، أنّ الكتب موجودة بمخازن المدارس، خاصة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وهناك نقص في بعض المواد، مشدداً أنّ ربْط المصروفات بالكتب أمر لا بد منه، كما أشار إلى أنّ الكتب المدرسية والتكدّس في الفصول بسبب الكثافة، أزمة تعيشها المدارس والطلاب مع بداية كلّ عام دراسي جديد.
ولا ينظر الطالب بالمدارس المصرية إلى الكتاب المدرسي باهتمام، إذ هو يعتمد على الكتب الخارجية اعتماداً أساسيا خلال الدراسة، رغم زيادة أسعارها بنسبة تصل إلى 20% عن الأعوام السابقة، إضافة إلى المَلازم ومذكرات المدرسين بالدروس الخصوصية. ويرى الطلاب أنّ سبب الإقبال الكبير على الكتب الخارجية ، هو أنها تعرض محتوى المادة بشكل شيّق، وتمنح الطالب المعلومة التي يرغب الحصول عليها، على عكس كتب الوزارة التي بها "حشو" وموضوعات كثيرة تُشعر الطالب بالملل وعدم التركيز .