تأجيل مثول مدير المحطة أمام القضاء وتظاهرات جديدة بعد كارثة سكك الحديد في اليونان

05 مارس 2023
لافتة تقول "لم يكن حادثاً بل خيار" خلال تظاهرة في أثينا (أنجيلوس تزورتزينيس/فرانس برس)
+ الخط -

منح القضاء، السبت، مدير المحطة الذي اعترف بمسؤوليته في كارثة القطار، التي أودت بحياة 57 شخصاً في اليونان، مهلة إضافية من 24 ساعة، ليحضر محاموه ملف الدفاع، في الوقت الذي تزداد فيه معلومات عن قلة خبرته في بلد تعمه حالة من الغضب.

قرر القضاء اليوناني تأجيل جلسة الاستماع إلى هذا الرجل البالغ من العمر 59 عاماً، المتهم بارتكاب خطأ فادح أدى إلى وقوع الحادث مساء الثلاثاء، حسب ما أعلن محاميه ستيفانوس بانتزارتسيديس لوكالة فرانس برس.

وسيقرر قاضي التحقيق في لاريسا، المدينة الأقرب إلى مكان الحادث، في نهاية جلسة الاستماع، ما إذا كان سيوجه إليه تهمة "القتل غير العمد عن طريق الإهمال".

في حين لم تتراجع مشاعر الغضب منذ وقوع هذه الكارثة، خرجت تظاهرات جديدة مساء السبت في اليونان بدعوة من الشباب الشيوعي.

متظاهرون يطلقون قناديل مضيئة أمام مبى البرلمان في أثينا (أنجيلوس تزورتزينيس/فرانس برس)

وفي أثينا، ستنظم تظاهرة جديدة ضخمة يفترض أن تضم طلاباً وعاملين في السكك الحديد والقطاع العام، الأحد عند الساعة 11:00 (9:00 توقيت غرينتش) في ساحة سينتاغما مقابل البرلمان.

تنوي عائلات الضحايا التجمع الأحد في محطة تيمبي قرب مكان الحادث.

كما بدأت مراسم دفن الضحايا وسط أجواء مشحونة.

هزت هذه المأساة كل اليونان لأنّ معظم الضحايا كانوا من الطلاب الشباب العائدين، من عطلة نهاية أسبوع طويلة، إلى تيسالونيكي، المدينة الجامعية الكبيرة في الشمال.

لا خبرة لمدير المحطة

وفقاً لصحيفة "كاثيميريني"، يسعى القضاء إلى فهم كيف وجد مدير محطة عديم الخبرة نفسه وحيداً من دون إشراف أي شخص، في محطة لاريسا، لمدة أربعة أيام، عندما كانت حركة السكك الحديد على هذا الخط كثيفة بسبب عطلة نهاية أسبوع طويلة بمناسبة احتفال أرثوذكسي.

هذا الرجل، الذي لم تكشف هويته، تلقى تدريباً أربعين يوماً فقط ليصبح مدير محطة قطارات.

لكن بحسب مصدر قضائي، يهدف التحقيق أيضاً إلى "إطلاق ملاحقات جنائية إذا لزم الأمر ضد أعضاء إدارة شركة" هيلينك ترين، السكك الحديد اليونانية، لأنه من المعروف أنّ الشبكة باتت قديمة.

ونفذت الشرطة مداهمة في محطة لاريسا الجمعة.

كما قررت الحكومة تكليف لجنة خبراء للتحقيق في أسباب الحادث.

قتل 36 شخصاً وجرح 85 آخرون، مساء الثلاثاء، في اليونان بحادث اصطدام وقع بين قطارين يقومان برحلة بين أثينا وتيسالونيكي، بحسب ما أفادت به فرق الإغاثة الأربعاء.

غداة وقوع الكارثة، نزل اليونانيون إلى الشارع للتعبير عن غضبهم متهمين السلطات بالإهمال، وألقوا بالمسؤولية على تقادم البنى التحتية للسكك الحديد.

كما أدت موجات الغضب هذه إلى صدامات في أثينا وتيسالونيكي. ومساء الجمعة، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في هاتين المدينتين.

ويعرب المحتجون عن غضبهم خصوصاً من شركة السكك الحديدية اليونانية "هيلينك ترين". وقد خُطّت كلمة "قتلة" صباح الجمعة بأحرف حمراء على واجهة مقر هذه الشركة في أثينا، الذي تجمع أمامه أكثر من خمسة آلاف شخص، حسب صحافي في وكالة فرانس برس.

والشركة متهمة بالإهمال وبثغرات في عدد من الجوانب أدت إلى هذه الكارثة، التي وصفتها السلطات بأنها "مأساة وطنية" تهز اليونان.

وفي تيسالونيكي، قالت إدارة جامعة أرسطو التي تضم أكثر من خمسة آلاف طالب، وهي الأكبر في شمال اليونان، لـ"فرانس برس": "نعيش أكبر مأساة في تاريخنا". ولقي تسعة من طلاب هذه الجامعة مصرعهم في الحادث.

ويطالب الشباب في تيسالونيكي، ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث كان يدرس عدد من الضحايا، بالمساءلة وكشف الحقيقة على الرغم من اعتراف الحكومة بمسؤوليتها عن مشاكل "مزمنة" في شبكة السكك الحديد أدت إلى وقوع الحادث.

وقال رئيس اتحاد الطلاب أنغيلوس ثوموبولوس: "نحن غاضبون ولا يمكننا قبول وقوع مثل هذا الحادث المفجع في 2023، الذي خسرنا فيه عشرات الأرواح بما في ذلك عدد من زملائنا الطلاب"، مؤكداً أنّ معظم الجامعات بقيت مغلقة الجمعة.

ويريد القضاء والسكان معرفة سبب السماح لقطار يقل 342 راكباً وعشرة من عمال السكك الحديد باستخدام المسار الوحيد نفسه لقطار بضائع بين أثينا وتيسالونيكي.

إضراب

توقفت القطارات عن العمل الخميس والجمعة بعد دعوة إلى إضراب أطلقتها نقابات عمال السكك الحديدية. وجرى تجديد الدعوة لمدة 48 ساعة اعتباراً من الجمعة.

كما تعتزم شبكة مترو أثينا الإضراب مرة أخرى الأحد بعد إضراب الخميس.

سلط رئيس نقابة سائقي القطارات كوستاس غينيدونيا الضوء على الثغرات في معايير السلامة على الخط الذي وقع عليه الحادث.

وكان ممثلو النقابات في شركة السكك الحديد اليونانية دقوا ناقوس الخطر قبل ثلاثة أسابيع. وحذروا من أنه "لن ننتظر وقوع حادث لنرى المسؤولين يذرفون دموع التماسيح".

(فرانس برس)

المساهمون