حذّرت فرق الإنقاذ التي تبحث وسط الركام الناجم عن الزلزال المدمّر الذي ضرب المغرب من أنّ البيوت التقليدية المبنيّة من الطوب اللبن والحجر والخشب المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير تقلّل فرص العثور على ناجين.
وفي مركز للجيش المغربي جنوبي مدينة مراكش التاريخية، غير بعيد عن مركز الزلزال، قال أحد عناصر الإنقاذ العسكري، طالباً عدم الكشف عن هويته بسبب قواعد الجيش التي تمنع التحدّث إلى وسائل الإعلام، إنّ "من الصعب انتشال أحياء لأنّ الجدران والأسقف بمعظمها تحوّلت إلى تراب عندما انهارت، ودفنت من كان في الداخل ولم يغادر".
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء (الرسمية) في أحدث تقرير لها عن حصيلة الضحايا، اليوم الاثنين، أنّ الزلزال الأقوى، الذي يضرب البلاد منذ عام 1900 على أقلّ تقدير، أودى بحياة ما لا يقلّ عن 2497 شخصاً، في حين أُصيب الآلاف، وما زال كثيرون في عداد المفقودين.
وبسهولة، انهارت البيوت المبنيّة من الطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت وكتل النسيم (لبنة بناء مسامية خفيفة الوزن) لتتحوّل إلى أكوام حطام عندما وقع الزلزال، إذ لا تتوفّر فيها جيوب هوائية تتضمّنها في العادة المباني الخرسانية الجاهزة وتساعدها في مواجهة الزلازل.
ويفيد خبراء بأنّ البيوت والمباني الخرسانية من جهتها تفتقر في أحيان كثيرة إلى تصميم مضاد للزلازل في منطقة غير معتادة على مثل هذه الهزّات القوية، الأمر الذي يترك الناجين وعمّال الإنقاذ يتنقّلون بين أكوام الأنقاض، في حين اختفت تقريباً الجدران التي كانت تشكّل البيوت ذات يوم.
وفي هذا الإطار، قال منسّق عمليات "رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود" (فريق إنقاذ إسباني) أنطونيو نوغاليس، لقناة "تيه. فيه. إيه" الإسبانية، إنّ "هذا النوع من الانهيار يسبّب صعوبة في ولوج الهواء بسبب أنواع المواد، مثل الطوب اللبن".
وأضاف نوغاليس الذي ينشط وفريقه في عمليات البحث والإنقاذ في المغرب أنّ "الصلب والخرسانة يسهّلان إمكانية وجود ناجين، لكنّ هذه المواد (الطين والطوب وهي شائعة في المغرب) تعني أنّ فرص إخراج أحياء (من تحت الأنقاض) تقلّ منذ اللحظات الأولى".
(رويترز)