أمهلت وزارة الإعمار العراقية أهالي العاصمة بغداد 15 يوماً لنقل رفات المدفونين في مقبرة الشيخ معروف الكرخي وسط بغداد، والتي تعود إلى العهد العباسي الأول، وذلك قبل إزالة أجزاء منها كونها تتعارض مع أحد المشاريع الهادفة إلى الحد من الازدحام المروري، ما تسب بموجة استياء شعبي ولجوء الأهالي إلى التهديد بالاحتجاجات ضد هذا القرار.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار قوله إن "أرض المقبرة هي ملك للدولة، وهناك موافقات قانونية وحتى شرعية وفتوى من أجل نقل رفات بعض المدفونين في مقبرة الشيخ معروف إلى مناطق داخل المقبرة ذاتها".
وأضاف أن "مساحة ما يحتاجه مشروع فك الاختناقات المرورية هي 20 متراً، ويراد نقل بعض الرفات منها لأنها تؤثر على المشروع"، على حد قوله.
وعلى الرغم من الضجة التي تسبب بها القرار، ولجوء الناشطين إلى التهديد بالخروج في احتجاجات تنديداً بالتجاوز على المقبرة، إلا أن المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان قال: "لغاية الآن، لا يوجد أي شكوى أو اعتراض من قبل المواطنين على نقل رفات بعض المدفونين في مقبرة الشيخ معروف. وفي حال صدرت هكذا ردود أفعال، فإن الوزارة سيكون لها إجراءات وخطوات، وهي لا تريد أي ضرر للمواطنين".
وتواصل "العربي الجديد" مع عدد من أهالي بغداد، الذين يهدد القرار الجديد بإزالة قبور ذويهم. وقال البعض إن "القرار الوزاري الجديد لم يوفر مساحات بديلة للقبور التي من المفترض أن يتم نقلها، بالتالي فإنها وضعتنا في مأزق ولا نعرف أين يمكن أن نضع هذه القبور".
وتضم المقبرة قبوراً تعود إلى عام 200 هجري، وفيها قبر الفقيه مفتي بغداد أبو الثناء الآلوسي صاحب "روح المعاني"، وقبر الفقيه السلفي رشيد الكردي، وعلماء آل السنوي وآل الحريري وعائلات بغداد القديمة وأعيانها، وقبر بهلول الكوفي صاحب هارون الرشيد وقبر العلامة عبد الرحمن الآلوسي، وقبر مفتي بغداد نوري الشيراوني، وقبر والدة الناصر لدين الله العباسي، وقبر عائشة خاتون والدة والي بغداد أحمد باشا، بالإضافة إلى قبور عائلات حكمت العراق خلال القرون الثلاثة الأخيرة.
وأوقف الدفن بالمقبرة قبل سنوات بعد امتلائها، وكان أهالي الكرخ في بغداد يحرصون على الدفن فيها لاعتبارات دينية كونها تضم عدداً كبيراً من قبور الفقهاء والمحدثين وعلماء الدين المسلمين.
وقال عماد المساري، الذي يبحث حالياً عن مكانٍ آخر لنقل رفات والده، إن "أكثر من 350 قبراً مهدد بالإزالة من جراء قرار وزارة الإعمار، ومعظم الأهالي لن يتمكنوا من نقل رفات موتاهم بسبب عدم وجود متسع ومساحات فارغة في الجزء الآمن من المقبرة"، مبيناً لـ "العربي الجديد" أن "الوزارة مطالبة حالياً بتوفير البدائل، وألا تتعامل مع العراقيين بهذه الطريقة، ولا بد من احترام الأموات".
واحتشد صباح أمس السبت عشرات العراقيين أمام بوابة مقبرة الشيخ معروف، مطالبين بإلغاء قرار وزارة الإعمار والإسكان، فيما اعتبروا أن الوزارة تستطيع تغيير مسار الجسور الجديدة، من أجل الإبقاء على مقبرة تاريخية ومهمة بالنسبة لذاكرة أهالي بغداد.
من جهته، بيّن الإعلامي العراقي زيد عبد الوهاب الأعظمي أنه "بعد هدم منارة السراجي، حان دور مقبرة الشيخ معروف الكرخي التاريخية وإحدى أبرز آثار بغداد، العداء للتاريخ منهجية تنبع من حقد وجهل. على ديوان الوقف السني التدخل لوقف تدمير هوية العاصمة فالسكوت عن محو التراث شراكة مفضوحة".
بعد هدم منارة السراجي، حان دور مقبرة الشيخ معروف الكرخي التاريخية وأحدى أبرز آثار بغداد، العداء للتاريخ منهجية تنبع من حقد وجهل، على ديوان الوقف السني التدخل لوقف تدمير هوية العاصمة فالسكوت عن محو التراث شراكة مفضوحة.#العراق
— د. زيد عبدالوهاب الأعظمي (@zaidabdulwahab) December 2, 2023