بغداد: تلاشي الأمل بالعثور على ناجين من تحت أنقاض المبنى المنهار

04 أكتوبر 2022
ما زال البحث مستمراً عن جثة رجل يعتقد أنها ما زالت تحت المبنى (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية في بغداد، اليوم الثلاثاء، انتشال جثتين لسيدة وابنتها من تحت أنقاض المبنى المنهار في حي الكرادة وسط العاصمة بغداد، وذلك بعد أيام من البحث المتواصل عن ناجين، وسط تأكيدات بوجود مفقود آخر ما زال تحت الأنقاض.

وقالت مديرية الدفاع المدني العراقية في بيان إنّها تمكنت من انتشال جثتين لطفلة وأمها من تحت ركام مبنى المختبر الوطني المنهار، مؤكدة "استمرار عمليات البحث والإنقاذ بحثاً عن جثة لرجل يعتقد أنها ما زالت تحت المبنى". ويأتي الإعلان مع استمرار السلطات العراقية بالتحقيق في الحادث، الذي عزته إلى ضعف الرقابة على إجازات البناء الممنوحة للمستثمرين من قبل هيئة الاستثمار العراقية.

وطالب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي السبت الماضي، بفتح تحقيق بالحادث والإجازة الممنوحة للمبنى في الحكومات السابقة، لافتاً إلى أن الحادث يؤكد صحة جهود مكافحة الفساد وإيقاف منح الإجازات العشوائية.

ونقل ناشطون المشاهد الأولى لعملية استخراج جثتي الطفلة وأمها من تحت أنقاض المبنى. ووفقاً لمصادر أمن عراقية، فإن الطفلة مصابة بالسرطان وكان لديها موعد لتلقي جرعة بالعلاج الكيميائي في العيادة المنهارة.

وأُخذت إفادات من رجل أبلغ بوجود زوجته وابنته بالمبنى، وقد ذهب لجلب طعام الفطور لهم عندما انهار المبنى عليهم.

وتبحث قوات الأمن العراقية الآن عن رجل في المبنى هو حارس العمارة المنهارة يعتقد أنه ما زال تحت كتلة إسمنتية كبيرة تسعى إلى رفعها بالساعات الماضية.

وقال النقيب محمد جمال الكيالي من مديرية الدفاع المدني العراقية في بغداد لـ "العربي الجديد": "الحصيلة النهائية قد تعلن اليوم، وهي 5 ضحايا، إلى جانب 14 مدنياً تم انتشالهم أحياء، بينهم مصابون". أضاف أنّ "القوات الأمنية استدعت مالك المبنى والقائمين على المشروع، وهناك إجراءات جديدة ستعلن لاحقاً"، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية تؤكد أن قاعدة المبنى المنهار لم تكن تتحمل أكثر من دورين فقط، وأن المواد التي استعملت فيه لم تكن مطابقة لشروط السلامة". 

وأعلنت لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي أنها تعتزم استجواب مسؤولي هيئة الاستثمار لمناقشة حادث انهيار المبنى ومعرفة الأسباب. وذكر بيان أصدرته الدائرة الإعلامية للمجلس أن "لجنة النزاهة البرلمانية تستضيف يوم الأربعاء المقبل رئيسة هيئة الاستثمار الوطنية ومحافظ بغداد ومدير استثمار بغداد، لمناقشة ملابسات انهيار مبنى المختبر الوطني في الكرادة ببغداد".

وقدّم عضو لجنة النزاهة البرلمانية النائب هادي السلامي طلباً رئيسياً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ"سحب يد رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، بسبب الفساد وهدر المال العام وتعريض أرواح المواطنين للخطر". ونأت الهيئة الوطنية للاستثمار بنفسها عن حادثة انهيار المبنى، مشيرة إلى أن "الجهات المسؤولة عن المبنى المنهار هي وزارة الصحة وأمانة بغداد".

أما النائب مضر الكروي، فقد توقع أن يكشف التحقيق ملفات فساد تقف وراء الحادث، وقال إن "دماء العراقيين خط أحمر، ويجب أن يكون التحقيق شفافا أمام الرأي العام".

المساهمون