أصدرت وزارة الدفاع العراقية، أمراً يتعلق بظهور أفراد الجيش بالزي العسكري على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار مقطع مصور على المواقع المحلية في البلاد، يُظهر ضابطين يضرب أحدهما الآخر بطريقة وُصفت بأنها "مخزية".
وذكرت الوزارة في بيان مقتضب: "يُمنع منعاً باتاً النشر والظهور بالزي العسكري في مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتحمل المخالف كافة التبعات القانونية التي سوف تصدر بحقه".
وخلال اليومين الماضيين، انتشر مقطع مصور لضابط وهو يوبخ ويضرب ضابطا آخر في الجيش العراقي، الأمر الذي أثار ضجة واسعة في الأوساط الشعبية، فيما طالب مدونون بالتدخل ومنع الإساءة إلى المؤسسة العسكرية العراقية.
انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لضابط عراقي وهو يصفع ضابطا آخرا أعلى منه رتبة وينهره حتى البكاء، مما استدعى تدخلا فوريا من #وزارة_الدفاع_العراقية التي أوقفت الضابطين وأحالتهما للتحقيق.#نافذة_على_المشهد #فيديو #العراق #بغداد #الجيش_العراقي pic.twitter.com/jkmUTalBoP
— نافذة على المشهد (@nafdht_ly) January 22, 2024
وأعلنت وزارة الدفاع توقيف الضابطين، وذكرت أنهما "تصرّفا بشكلٍ لا يليق بالرتبة العسكرية، وخارج الضوابط والسياقات العسكرية المعمول بها في مؤسسة كبيرة وذات تاريخ عريق متمثل في 103 أعوام من البطولات والتضحية".
وتابع البيان: "بناء على هذه التصرفات الصبيانية التي لا تليق بسمعة الجيش العراقي وتاريخه العظيم، وجّه وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، مدير الاستخبارات العسكرية، بإيداع الضباط الذين ظهروا في مقطع الفيديو بالتوقيف، وتشكيل مجلس تحقيقي بحقهم للوقوف على حقيقة ما تداولوه، ومحاسبتهم وفق قانون الخدمة والتقاعد العسكري".
ضابط برتبة مقدم يعتدي على آخر برتبة عقيد في #الجيش_العراقي والأخير يبكي ويتوعد المقدم بالشكوى عليه في الوزارة، ماهذه البلطجة؟
— حسام جمال| hossam jammal (@HossamJammal) January 21, 2024
الرتبة لاتحكم في جيوش هذه البلاد وإنما الانتماء المذهبي#رايت_الفضيحه #العراق #العراقيين pic.twitter.com/9ua6A77Cae
وأكدت الوزارة أنها "ستعاقب أي منتسب أو ضابط يمارس أي عمل من شأنه أن يمس بسمعة الوزارة وتاريخها العريق"، مضيفة: "لن يكون هناك أي خارج عن طائلة المساءلة في حال قيامه بأي تصرّف يسيء لتاريخ الجيش العراقي البطل".
من جهته، كتب الصحافي حسام جمال، على منصة "إكس": "ضابط برتبة مقدم يعتدي على آخر برتبة عقيد في الجيش العراقي والأخير يبكي ويتوعد المقدم بالشكوى عليه في الوزارة، ما هذه البلطجة؟ الرتبة لا تحكم في جيوش هذه البلاد وإنما الانتماء المذهبي".
أما الباحث في الشأن السياسي نظير الكندوري، فقد كتب: "مع الأسف يُضرب الضابط العراقي بهذه الطريقة المهينة، ضابط برتبة مقدم يضرب ضابطا آخر برتبة عقيد في "الجيش العراقي" دون معرفة الأسباب، تعمدت وضع "الجيش العراقي" بين مزدوجين، لأني لا أعترف بأن هؤلاء يمثلون الجيش العراقي. جيش العراق تم حله عام 2003 ولم يعد لنا جيش إنما مليشيات".
بدوره، رأى العميد المتقاعد في الجيش العراقي، محمد حسن السامرائي، أن "الرتبة والعمل العسكري أساسه الانضباط، بالتالي فإن هذه الممارسات والتصرفات تُشير إلى تراجع في مستوى الانضباط العسكري والأخلاقي لبعض عناصر التشكيلات المسلحة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "المحاكم العسكرية قاسية مع المتجاوزين، لأنهم لا يسيئون لأنفسهم فقط بل للمؤسسة والعراق بشكلٍ عام".