أعلنت السلطات العراقية، الخميس، عن إعادة آلاف العائلات النازحة إلى مدينتي سنجار وزمّار غربي محافظة نينوى، ضمن جهود إعادة تطبيع الأوضاع في المدينتين، وذلك بالتزامن مع تقارير محلية أكدت قيام الجيش العراقي بتوجيه إنذار جديد للجماعات المسلحة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، يقضي بخروجهم من مركز مدينة سنجار.
وذكر بيان للمتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء يحيى رسول، تلقى "العربي الجديد"، نسخة منه، أن القوات الأمنية في قيادة عمليات غرب نينوى باشرت بإعادة نازحين من إقليم كردستان العراق الى مدينتي زمار وسنجار، كاشفاً أن مجموع العائلات، التي عادت فعلاً من مخيمات النزوح إلى المدينتين، بلغ 7412 عائلة من خلال الفرقتين الخامسة عشر والعشرين في الجيش العراقي، دون أن يذكر البيان الفترة الزمنية للعوائل التي عادت.
وقال مسؤول محلي في محافظة نينوى لـ"العربي الجديد"، إن العدد المذكور يشمل العائلات التي عادت خلال سنة كاملة وليس خلال هذه الفترة فقط، مضيفاً في اتصال هاتفي معه من مدينة الموصل، بأن العودة الطوعية للعوائل تراجعت بالشهرين الماضيين، "بفعل أنشطة مسلحي حزب العمال التركي في المدينة وممارسته عسكرة للمجتمع، وسط تعثر تطبيق الحكومة العراقية في بغداد بنود اتفاقية تطبيق الأوضاع بمدينة سنجار وضواحيها، والموقعة مع حكومة إقليم كردستان العراق منتصف أكتوبر العام الماضي، بسبب رفض حزب العمال الخروج من المدينة وتلقيه دعماً واضحاً من قبل مليشيات مسلحة حليفة لطهران ضمن الحشد الشعبي".
ويأتي الإعلان العراقي عن عودة العائلات النازحة إلى سنجار، بالتزامن مع تقارير إخبارية عراقية أكدت منح قوات الجيش مهلة جديدة للجماعات المسلحة بمدينة سنجار للانسحاب باتجاه الجبل، (خارج مركز المدينة)، مؤكدة أن التطور جاء على خلفية توتر جديد بين الجيش ومسلحي مليشيا (اليبشة) وهم الجناح المحلي لمسلحي حزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب.
في السياق ذاته قال عضو المجلس المحلي لمدينة سنجار، محمد شنكالي، لـ"العربي الجديد" إن عودة العائلات إلى المدينة بات مرتبطاً بمسألتين، الأولى بُعد الحي أو المنطقة عن أنشطة مسلحي حزب العمال والثاني هو رفع مخلفات الحرب من ألغام وعبوات ناسفة وإعادة الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء.
وأضاف شنكالي أن عدد العائلات التي عادت إلى زمار وسنجار وضواحيها، قد لا يتجاوز 40% من مجموع السكان الأصلي، ولو انسحبت المليشيات من المدينة لعاد أغلب السكان بالتأكيد، وقال أن الامر لم يعد يتعلق بمسلحي حزب العمال فقط، بل بمليشيات أخرى ضمن الحشد الشعبي".
والأسبوع الماضي، التقى مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، برئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، لبحث ملف سنجار وتطبيق اتفاقية تطبيع الأوضاع في المدينة، وبحسب بيان للبعثة الأممية فقد تم بحث الوضع الأمني الراهن في البلاد، بما في ذلك تطبيق اتفاق سنجار.