بريطانيا: موجة حرّ شديد تفرض حالة طوارئ وطنية

16 يوليو 2022
يحاول البريطانيون التخفيف من شدّة الحرّ بكلّ الأساليب المتاحة (جاستن تاليس/ فرانس برس)
+ الخط -

تستعدّ بريطانيا لحالة طوارئ وطنية عامة تُنفَّذ يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلَين نتيجة موجة حرّ شديد تتسبّب فيها الرياح الحارة الآتية من فرنسا وإسبانيا، وذلك مع احتمال بنسبة 50 في المائة أن تبلغ الحرارة 40 درجة مئوية، واحتمال بنسبة 80 في المائة بأن تتخطّى الرقم القياسي وهو 38.7 درجة مئوية الذي كان قد سُجّل في البلاد عام 2019.

وإذ تتخوّف السلطات من ارتفاع في حالات الاستشفاء والوفيات وسط موجة الحرّ المتوقعة، مع تأثير واسع النطاق على السكان والبنى التحتية، صرّح المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية البريطاني غراهام مادج بأنّه "من المحتمل أن يكون الوضع خطراً جداً". يُذكر أنّها هذه هي المرّة الأولى التي يصدر المكتب البريطاني إنذاراً باللون الأحمر مرتبطاً بمثل هذه الأحوال الجوية، علماً أنّه يشمل منطقة لندن ومانشستر ويورك. أمّا في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية فإنّ درجات الحرارة سوف تقارب 30 درجة مئوية.

وفي حين أكّد مسؤولون حكوميون أنّ خطط الطوارئ جاهزة لمواجهة موجة الحرّ الشديد المتوقّعة، فإنّ هؤلاء، الذين اجتمعوا في هذا السياق أمس الجمعة، سوف يجتمعون من جديد خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالية لمناقشة تفاصيل حالة الطوارئ الوطنية العامة.

وإلى جانب إنذار مكتب الأرصاد الجوية، أصدرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا تحذيراً على أعلى مستوى لهيئات الصحة والرعاية، من احتمال تسجيل حالات صحية بسبب الحرّ، وكذلك وفيات، بين الأشخاص الذين يتمتّعون بصحة جيدة. ويأتي ذلك مع مخاوف من أن يشكل هذا الطقس ضغطاً على الهيئة الوطنية العامة للخدمات الصحية.

وفي ما يتعلّق باحتمال وصول الحرارة في البلاد إلى 40 درجة مئوية، قال مقدّم برنامج الطقس في شبكة بي بي سي مات تايلور إنّ الطقس "حار بشكل استثنائي. هو نوع من درجات الحرارة التي قد تتمكّن من التعامل معه إذا كنت في عطلة، لكن من الممكن أن تكون له آثار خطرة على الصحة في الحياة اليومية".

وبحسب ما نقلت "بي بي سي"، فقد أكّدت الرئيسة التنفيذية لمكتب الأرصاد الجوية بيني إندرسبي أنّ توقعات الحرارة الشديدة "غير مسبوقة على الإطلاق"، وحثّت الناس على أخذ التحذير على محمل الجدّ. أضافت أنّ الناس في بريطانيا معتادون على التعامل مع الطقس الحار كـ"فرصة" للهو تحت أشعة الشمس، لكنّ ما سوف يُسجّل "ليس من هذا النوع من الطقس".

ووفقاً لما تقتضيه حالة الطوارئ العامة، من المقرّر أن تفرض السلطات خفضاً على سرعات المركبات على الطرقات السريعة وعلى خطوط سكك الحديد، في حين سوف يُغلَق عدد من المدارس وسوف تقلّص مستشفيات مواعيد كانت مقرّرة مسبقاً. كذلك نصحت شركات ومؤسسات عديدة موظفيها بالعمل من المنزل، تفادياً للتعرّض لأشعة الشمس المباشرة وسط درجات حرارة بمستويات غير مسبوقة.

تجدر الإشارة إلى أنّ موجة الحرّ، التي نشأت في شمال أفريقيا خلال الأسبوع الماضي، تضرب كلّ أنحاء أوروبا، وقد تسبّبت في حرائق غابات بالبرتغال وفرنسا وإسبانيا.

(العربي الجديد)

المساهمون