الشرطة البريطانية تنقل طالبي لجوء من مركز مانستون إلى محطة قطار وتتركهم لمصيرهم بلا مأوى

03 نوفمبر 2022
مركز مانستون للمهاجرين أشبه بسجن (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -

فيما تواجه الحكومة البريطانية انتقادات شديدة بسبب تقارير إعلامية عن احتجاز طالبي لجوء، بينهم عائلات، مدة أربعة أسابيع في مركز مانستون بمنطقة كينت، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الذي يحدد فترة الاحتجاز في مانستون بـ24 ساعة فقط، من أجل تحديد أوضاع طالبي اللجوء، نقل مسؤولو المركز، ليل الثلاثاء الماضي، 40 من طالبي اللجوء على متن حافلة إلى محطة فيكتوريا في لندن، وطلبوا منهم الاتصال بعائلاتهم أو أصدقائهم، بأمل تقليص عدد الموجودين في المركز، لكن 11 منهم لم يتواصلوا مع أحد، وبقوا بلا مأوى في المحطة يعانون من البرد والجوع، وفق ما كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وقال دانيال عباس، وهو متطوع في جمعية خيرية للمشردين: "الرجال الـ11 الذي نقلوا إلى محطة فيكتوريا طالبو لجوء من أفغانستان وسورية والعراق، وهم بدوا متوترين ومضطربين ومربكين لدى تركهم في المكان، علماً أنها ليست المرة الأولى التي ينقل فيها أشخاص ويتركون لمصيرهم في المحطة. وقد أخبرني ضابط في الشرطة أن عملية نقل طالبي اللجوء مستمرة منذ السبت الماضي للتخلص منهم".

وذكرت صحيفة "ذا غارديان"، ليل أمس الأربعاء، أن "بين طالبي اللجوء عراقي يدرس الاقتصاد احتُجز 21 يوماً في مانستون، بعد وصوله على متن قارب إلى المملكة المتحدة". ونقلت عنه قوله إنّ "المركز كان مزدحماً فأبلغوني أنني سأنقل إلى لندن، وقالوا لي إنه يجب أن أذهب إلى عائلتي أو أصدقائي، رغم أنهم يعلمون أن لا عائلة لي، ولا أملك المال".

وبعدما اتصل متطوعون بوزراة الداخلية، ردت بأن هناك خطأ في الإجراءات، وأرسلت عند الساعة الواحدة من صباح الأربعاء، أي بعد ثماني ساعات من إنزال طالبي اللجوء في محطة فيكتوريا، سيارتي أجرة لاصطحاب الـ11 الباقين إلى فندق في مدينة نوريتش.

وأثار اكتظاظ طالبي اللجوء في مركز مانستون ضجّة إعلامية في بريطانيا. وأشارت صحيفة "ذا غارديان" إلى أن "مسؤولي المركز يحاولون تقليص عدد المهاجرين للتخلص من الازدحام، علماً أنه جرى احتجاز حوالي 4000 شخص في نهاية هذا الأسبوع في موقع يتسع لـ1600 شخص، لذا نقلوا مئات من طالبي اللجوء بسرعة في اليومين الأخيرين".

وفي السياق، أعلن وزير الهجرة روبرت جينريك أن عدد الأشخاص في مانستون انخفض بشكل كبير الثلاثاء الماضي، لكنه أقرّ، ليل اليوم التالي، أن حوالي 3500 ما زالوا في المركز. وفي حديثه إلى قناة "آي تي في"، قال إنّ "العدد ينخفض ​​بسرعة كبيرة، ويتوقع بلوغ مستوى مقبول خلال سبعة أيام".

ونقلت "ذا غارديان" عن شهود قولهم إنّه "جرى نقل حوالي 50 طالب لجوء أيضاً من كينت إلى محطة حافلات فيكتوريا عند الساعة 11 من ليل السبت الماضي، وأنهم كانوا لا يزالون في الشارع بعد منتصف الليل، وبدوا تائهين ويحاولون معرفة ما يجب القيام به، وإلى أين يذهبون".

وفي محاولة يائسة لإيصال صوت طالبي اللجوء إلى خارج أسوار مركز مانستون، ألقت فتاة مراهقة محتجزة من فوق السياج رسالة وضعتها في عبوة، وكتبت فيها أن "هناك نساء حوامل ومرضى يحتاجون إلى مساعدة".

وأوضحت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أن "الرسالة، التي كتبت بلغة إنكليزية ركيكة، تحدثت عن احتجاز 50 أسرة في المركز منذ أكثر من 30 يوماً، وأن المكان أشبه بسجن".

أيضاً، أوردت الرسالة التي أُلقيت إلى مصوّر من وكالة أنباء "با ميديا" كان على الجانب الآخر من السياج، من أجل نقلها إلى وسائل الإعلام والمنظمات والجميع: "نحتاج إلى مساعدة. افعلوا ذلك رجاءً. يوجد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز، لكنّه لا يلقى أي اهتمام، كما أن هناك كثيراً من الأطفال، والطعام سيئ للغاية".

في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إنّ "مانستون يتمتع بموارد ومجهّز للتعامل مع المهاجرين بشكل آمن، وسنوفر سكناً بديلاً في أقرب وقت".

المساهمون