وتزامن وقوع الزلزال المزدوج في 6 فبراير/ شباط مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سورية. سلة المواد الغذائية الأساسية التي يقيس عليها برنامج الأغذية العالمي نسبة تضخم أسعار الغذاء تضاعف سعرها خلال 12 شهراً. ومن المتوقع أن يستمر المسار التصاعدي لسعر السلة الغذائية التي هي الآن أغلى 13 مرة مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.
وسلط الزلزال المزدوج الضوء على الحاجة الماسة إلى زيادة المساعدات الإنسانية في سورية، ليس فقط للأشخاص المتضررين، لكن أيضاً للذين يعانون بالفعل من الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، وأزمة الوقود، والصدمات المناخية المتتالية. وبلغت أسعار الغذاء والوقود أعلى مستوياتها منذ عقد بعد سنوات من التضخم وانهيار قيمة العملة.
ووصلت معدلات التقزم بين الأطفال إلى 28 في المائة في بعض أجزاء سورية، ووصلت نسبة سوء التغذية لدى الأمهات إلى 25 في المائة في شمال شرق سورية.
وتصنف سورية التي كانت تتمتع بالاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم مع الاعتماد الشديد على الواردات الغذائية. أدى تضرر البنية التحتية وارتفاع تكلفة الوقود والظروف الشبيهة بالجفاف إلى هبوط إنتاج القمح في سورية بنسبة 75 في المائة.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لـ5.5 ملايين شخص في جميع أنحاء سورية، وتشمل حزمة مساعدات البرنامج الحصص الغذائية، والوجبات المدرسية، والقسائم النقدية، ودعم سبل العيش، وبناء قدرات المجتمعات على الصمود، وشبكات الأمان الاجتماعي. كذلك عمد البرنامج حتى الآن إلى إيصال المساعدات إلى 1.7 ملايين شخص من المتضررين من الزلزال الذي ضرب شماليّ سورية، بمن فيهم الأشخاص الذين يستفيدون بالفعل من المساعدات الغذائية الشهرية.
بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية الفورية، يعمل برنامج الأغذية العالمي على إيجاد حلول طويلة الأمد لمساعدة المجتمعات في سورية، على أن تصبح أقل اعتماداً على المساعدات الغذائية المباشرة. ويدعم البرنامج في جميع أنحاء سورية إعادة تأهيل أنظمة الري والمطاحن والمخابز والأسواق. ويحقق الاستثمار في هذه التدخلات عائداً أكبر مقارنة بتوزيع الأغذية بالوسائل التقليدية. على سبيل المثال، يمكن لكل دولار أميركي يستثمر في إعادة تأهيل المخابز أو قنوات الري أن يقلل التكلفة السنوية للمساعدة الغذائية العامة بما يزيد على 3 دولارات أميركية.