أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن أكثر من أربعة ملايين يمني سيتلقون مساعدات غذائية أقلّ اعتباراً من نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، بسبب أزمة تمويل حادة، ما يفاقم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال البرنامج في بيان إنه "يواجه أزمة تمويلية حادة لعملياته الإنسانية في اليمن، الأمر الذي سيُحتّم المزيد من تقليص المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من نهاية سبتمبر". وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، توقع البرنامج أن "يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة شمال البلاد ونحو 1.4 مليون شخص في المناطق الواقعة جنوب البلاد"، بينهم عدد كبير من الأطفال والفتيات والنساء الحوامل والمرضعات.
ومع التقليص الكبير في برامج مساعدات مختلفة، فإن عدد الأشخاص المتضررين قد يكون أعلى من ذلك المعلن. ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن ريتشارد ريغان قوله "إننا نواجه وضعاً صعباً للغاية، ويتعين علينا اتخاذ قرارات بشأن أخذ الطعام من الجياع لإطعام الأكثر جوعاً". وأكد أنه "ليس من السهل اتخاذ مثل هذا القرار كوننا نُدرك تماماً المعاناة التي ستترتب على مثل هذا التقليص في المساعدات".
ويغرق اليمن في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. ويشهد نزاعاً دامياً منذ أواخر عام 2014 بعد سيطرة أنصار الله (الحوثيين) على مناطق واسعة أبرزها صنعاء، وتفاقم اعتباراً من 2015 مع تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية دعماً للحكومة اليمنية.
وتراجعت حدّة المعارك بشكل ملحوظ منذ الهدنة التي أُعلنت في إبريل/ نيسان 2022، على الرغم من انتهاء مدّتها بعد ستة أشهر. ويعتمد أكثر من ثلثي اليمنيين على المساعدات للاستمرار وسط أزمة اقتصادية طاحنة تسبّبت بها الحرب وانهيار العملة والقيود المفروضة على عمليات الاستيراد والتجارة مع الخارج.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، من أصل إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 30 مليوناً، كما يحتاج 2.2 مليون طفل دون الخامسة ومليون امرأة لعلاج جراء سوء تغذية حاد. وأشار إلى أنه خلال الأشهر الستة المقبلة سيكون بحاجة "إلى تمويل بمبلغ إجمالي قدره 1.05 مليار دولار. لكن حتى الآن، لم يتم تأمين سوى 28 في المائة فقط منه".
وأكد أن اليمن سيبقى "واحدة من أكبر عمليات المساعدة الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي، لكن هذا التقليص إجمالاً يُمثل انخفاضاً كبيراً لأنشطة البرنامج في اليمن". أضاف: "يتزامن هذا النقص في التمويل مع تزايد عدد الحالات المصابة بسوء التغذية الحاد". وفي يونيو/ حزيران 2022، اضطرّ برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص مساعداته إلى ما دون 50 في المائة إلى اليمنيين أيضاً بسبب نقص التمويل.
(فرانس برس)