بداية عهد الأقراص لعلاج كوفيد-19

06 نوفمبر 2021
هل تُفتح صفحة جديدة في مكافحة الوباء؟ (ياكوب بورتشتسكي/ Getty)
+ الخط -

أعلنت شركتا "ميرك" و"فايزر" الأميركيتان للصناعات الدوائية عن نتائج مشجّعة جداً في علاج كوفيد-19 لدواءَين يؤخذان عن طريق الفم، في حين أظهر دواء مضاد للاكتئاب كذلك علامات واعدة في هذا المجال، الأمر الذي قد يفتح صفحة جديدة في مكافحة الوباء.

ما هي هذه العلاجات؟

العلاجات المُشار إليها، والتي تُؤخَذ عن طريق الفم على شكل حبوب أو أقراص، سوف يُزوَّد بها الأشخاص عند ظهور الأعراض الأولى لكوفيد-19، من أجل تجنّب الأعراض الخطيرة وإدخال المرضى إلى المستشفى.

وبعد أشهر من البحث، أعلنت شركتا الأدوية الأميركيتان نجاحهما. فكشفت "ميرك" عن دواء "مولنوبيرافير" في أوائل أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، و"فايزر" عن دواء "باكسلوفيد" يوم أمس الجمعة. وهذان الدواءان وهما من مضادات الفيروسات، يعملان عن طريق الحدّ من قدرة فيروس كورونا الجديد على التكاثر، ومن ثم إبطاء المرض. وتشير الشركتان إلى انخفاض حاد في حالات الاستشفاء بين المرضى الذين تناولوا أحد الدواءَين، وذلك بمقدار 50 في المائة لـ"مولنوبيرافير" ونحو 90 في المائة لـ"باكسلوفيد". تجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على عدم مقارنة معدّلات الفعالية بشكل مباشر بين الدواءَين، نظراً إلى اختلاف بروتوكولات الدراستَين.

في الوقت نفسه، أظهر "فلوفوكسامين"، وهو دواء مضاد للاكتئاب متوفّر في الأسواق، نتائج مشجعة في الوقاية من الأشكال الحادة لكوفيد-19، وفقاً لدراسة نشرها باحثون برازيليون في دورية "ذي لانست - غلوبال هيلث" الطبية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ما هي أهمية هذه العلاجات؟

إذا ثبتت فعالية هذه الأدوية، فسوف يمثّل الأمر خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة كوفيد-19. وهي سوف تضاف إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ولن تشكّل بديلاً عنها لاستكمال الأدوات العلاجية في وجه الفيروس. وعلاجا "ميرك" و"فايزر" متوفّران بشكل رئيسي كأجسام مضادة مركّبة، لكنّ هذَين الدواءَين اللذَين يستهدفان المصابين بأشكال حادة من المرض يُحقنان حالياً في الوريد، بالتالي، فإنّ إعطاءهما للمرضى ليس سهلاً. في المقابل، بإمكان الطبيب المعالج وصف حبّة أو قرص بسرعة للمريض الذي يتناول أحدهما بسهولة في المنزل. ويتطّلب علاجا "ميرك" و"فايزر"، اللذان يتسبّبان في آثار جانبية قليلة، عشر جرعات على مدى خمسة أيام.

وقد أوضح المتخصص البريطاني في علم الفيروسات ستيفن غريفين، في تصريح أدلى به لمركز "ساينس ميديا"، أنّه "من المحتمل أن يفتح نجاح الدواءَين المضادَين للفيروسات حقبة جديدة في قدرتنا على منع العواقب الوخيمة للإصابة" بكوفيد-19.

ما هي حدود الدواءَين؟

ما زال من الصعب تقييم التأثير الدقيق لعلاجَي "ميرك" و"فايزر"، لأنّ الشركتَين لم تنشرا حتى الآن سوى بيانات صحافية من دون إتاحة تفاصيل تجاربهما السريرية. ومن هنا، لا بدّ من "التعامل بحذر" مع هذا النوع من الإعلانات في انتظار الاطّلاع على تفاصيل الدراسات، بحسب ما أشارت المتخصصة الفرنسية في الأمراض المعدية كارين لاكومب في سبتمبر/ أيلول الماضي، مؤكدة أنّ علاجات مماثلة تستطيع أن تمثّل "سوقاً ضخماً" للمصنّعين. ومع ذلك، تشير بعض العناصر بوضوح إلى أنّ شركتَي "ميرك" و"فايزر" لا تقدّمان وعوداً فارغة، نظراً إلى أنّهما، وبموافقة لجان مراقبة مستقلة، أوقفتا تجاربهما في وقت أبكر ممّا كان متوقعاً نتيجة النتائج الحاسمة.

أمّا بالنسبة إلى "فلوفوكسامين"، فعلى الرغم من أنّ الدراسة المتعلّقة به متاحة للجميع، فإنّها لم تنجُ من الانتقادات. وقد أبدى باحثون كثر أسفهم لأنّ المؤلّفين لم يعمدوا فقط إلى تقييم تواتر الاستشفاء، إنّما كذلك فترات الإقامة الطويلة في غرفة الطوارئ، الأمر الذي أدّى إلى جعل تفسير البيانات مسألة معقّدة.

متى تتوفّر العلاجات وبأيّ كلفة؟

حصلت ميرك، أوّل من أمس الخميس، على موافقة على استخدام "مولنوبيرافير" من السلطات الصحية في المملكة المتحدة للمصابين بكوفيد-19، الذين يعانون من عامل خطر واحد على الأقلّ في ما يخصّ تطوير شكل خطير من المرض، وهذا يشمل على سبيل المثال التقدّم في السن والسمنة وداء السكري.

 من جهتها، تعمل السلطات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي على مراجعة الدواء بشكل عاجل. وقد وعدت هيئة الدواء الأوروبية، يوم الخميس كذلك، بأنّها سوف تعطي رأيها سريعاً من دون تحديد تاريخ لذلك.

وقدّمت دول عدّة طلبات لشراء دواء شركة "ميرك"، منها فرنسا التي طلبت 50 ألف جرعة والولايات المتحدة الأميركية التي طلبت ما يكفي لعلاج 1.7 مليون مريض في مقابل 1.2 مليار دولار أميركي. ويشير الطلب الأميركي إلى السعر المرتفع لهذا الدواء الذي يبلغ نحو 700 دولار لكلّ علاج.

أمّا بالنسبة إلى "فايزر" التي قدّمت في الوقت الحالي للحصول على طلب ترخيص في الولايات المتحدة الأميركية، فلم توضح سعر "باكسلوفيد"، لكنّها وعدت بأنّه سوف يكون "ميسور التكلفة"، وسوف يتفاوت وفقاً للدول ومستوى دخلها.

(فرانس برس)

المساهمون