بحث متواصل عن حجّاج تونسيين مفقودين: مقاضاة مؤجلة لوكالات أسفار

26 يونيو 2024
حجاج بيت الله الحرام، في 16 يونيو 2024 (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تتواصل عمليات البحث عن حجاج تونسيين مفقودين مع اقتراب موعد عودة الوفد التونسي وارتفاع حصيلة الوفيات إلى 60، حيث تعمل وزارة الخارجية التونسية وصفحات التواصل الاجتماعي بالتنسيق مع السلطات السعودية للعثور على المفقودين.
- شهادات من أفراد عائلات المفقودين تبرز الصعوبات في البحث عن المفقودين بسبب ظروف مثل موجة الحر وغياب الوثائق الشخصية، مما يعكس التحديات اللوجستية والعاطفية للأسر.
- تأجيل مقاضاة وكالات الأسفار يعكس تركيز الأسر على البحث عن المفقودين، مع وجود حوالي 35 حاجًا مفقودًا، مما يشير إلى استمرار الجهود للعثور عليهم وإمكانية فتح تحقيق بشأن موسم الحج خارج التأشيرات الرسمية.

يتواصل البحث عن حجّاج تونسيين مفقودين، بعد أن انقطع الاتصال بهم منذ أيام، وسط قلق من غياب أي معلومات عن مصيرهم، واقتراب عودة الوفد التونسي وتسجيل ارتفاع في حصيلة المتوفين إلى 60 حالة وفاة.

وكانت وزارة الخارجية التونسية أعلنت الأحد عن ارتفاع عدد وفيات حجّاج تونسيين في الموسم الحالي إلى 60 حاجّاً، نتيجة عمليات البحث والتفقد والتدقيق لدى مختلف مصالح الطب الشرعي بمنطقة مكّة المكرمة ومراكز الأمن. وقالت الوزارة: "أسفرت هذه العمليات عن ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجاج التونسيين إلى 60 حالة وفاة، مؤكدة تواصل متابعة وضعيات الحجاج المرضى المقيمين بمستشفيات منطقة مكة المكرمة والطائف وجدّة البالغ عددهم 24 حالة والتائهين، إذ جرى العثور على عدد منهم، بتضافر جهود صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بأبناء الجالية التونسية، وجار البحث عن بقية المفقودين بالتنسيق مع السلطات السعودية".

استمرار البحث عن حجّاج تونسيين

وقال المواطن التونسي سعيد الجويلي، وهو ابن إحدى المفقودات: إنّ "والده سيعود اليوم الأربعاء من الحجّ دون والدته، بعد أن تاهت، بينما كانا في مناسك رمي الجمرات في أول أيام التشريق". وتحدّث الجويلي عن "ظروف فقدان والدته التي سافرت لأداء فريضة الحج خارج البعثة الرسمية، إذ فقدت الوعي جراء موجة الحرّ وكانت برفقة والده الذي ذهب للبحث عن الماء وطلب الإسعاف، غير أنه لم يجدها عند عودته في ذات المكان وانقطعت كل الاتصالات بها".

وأكد المتحدث لـ"العربي الجديد" بذل أسرته كل الجهود للبحث عن والدته المفقودة عن طريق أحد أفراد أسرته المقيم بالسعودية ومتطوعين، إلى جانب التواصل الدائم مع القنصلية التونسية في جدّة. وتابع "رغم انشغالنا الشديد بمصير والدتنا لا يزال الأمل قائماً في العثور عليها في أحد المستشفيات خارج منطقة مكة وقد يكون الإسعاف نقلها إلى مؤسسة صحية ولم يتم التعرف عليها، لا سيما أن بطاقة هويتها وجواز سفرها كانا بحوزة زوجها".

مقاضاة مؤجلة لوكالة الأسفار

وحول إمكانية مقاضاة وكالة الأسفار التي توسّطت في الحجّ خارج الإطار الرسمي للحجاج المتوفين والتائهين بسبب التقصير، يقول سعيد الجويلي إنّ "الأمر مؤجّل إلى ما بعد العثور على والدته".

بدوره أكد سالم بوعافي أنّ والدته ذات الـ 73 كانت في صحة جيدة عندما فُقدت إبان الوقوف على صعيد عرفة، إذ تخلّفت أثناء سير المجموعة التي كانت ترافقها، وتفطّن زوجها لاختفائها في دقائق ليفقد بها الاتصال منذ ذلك الحين". وقال بوعافي: إنّ "والديه سافرا إلى البقاع المقدسة منذ يوم 6 مايو/ أيار الماضي، بعد أن حصلا على تأشيرات سياحية أمنتها إحدى وكالات الأسفار التي أكدت لهم تسهيلها لكافة الإجراءات للمعتمرين لإتمام مناسك الحج، غير أن الأمور لم تكن على ما يرام أثناء فترة إقامتهم، إذ تمت ملاحقتهم من قبل السلطات السعودية بسبب الإقامة غير القانونية في منطقة مكة".

وأبدى المتحدث في تصريح لـ"العربي الجديد" "قلقاً كبيراً بشأن مصير والدته غير المعلوم"، مؤكداً أنّ "والده الذي رافقها في رحلة الحجّ يُواصل البحث عنها بمساعدة متطوعين في كافة مستشفيات منطقة مكة أو باقي المستشفيات التي يُرجّح أن ينقل إليها الحجاج الذين عانوا صعوبات صحية".

وأفاد أيضا بأنّ "عدم حمل والدته لبطاقة هوية أو هاتفاً يزيد البحث عنها صعوبة، إذ أضاعت هذه الأخيرة محتويات حقيبتها خلال الوقوف على صعيد عرفة". ويؤجل سالم بوعافي إمكانية مقاضاة وكالة الأسفار إلى ما بعد معرفة مصير والدته قائلاً: "هذا الأمر غير مطروح في الوقت الحالي، نحن نركّز جهودنا في البحث عن والدتنا المفقودة ونأمل أن تعود مع والدنا الذي تنتهي مدة إقامته في السعودية بعد أيام".

وتقول بيانات غير رسمية كشف عنها رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير لـ"العربي الجديد": إنّ "عدد الحجاج المفقودين والذين لم يلتحقوا بمجموعاتهم يصل إلى 35 حاجّاً". وأكد عبد الكبير أن "جهود البحث من قبل السلطات الرسمية والأسر والمتطوعين لا تزال جارية للحصول على معلومات جديدة بشأن الحجاج الذين لم يُعرف مصيرهم بعد، مُرجّحاً فتح السلطات التونسية بحثاً تحقيقياً بشأن موسم الحج خارج التأشيرات الرسمية بعد توقيف السلطات السعودية وسطاء تونسيين نقلوا حجاجاً خارج موسم الحج الرسمي.