- انتشال حوالي 340 جثة من المجمع الطبي بعد القصف، مما أثار صدمة وحزن بين الأهالي الذين يبحثون عن أقاربهم المفقودين.
- دعوات دولية لتحقيق شامل حول الوفيات والمقابر الجماعية، مع اعتراف إسرائيل بفحص الجثث أثناء بحثها عن رهائن، مما يزيد من الحاجة لتحقيق دولي.
ريم زيدان، أم فلسطينية، بحثت عن ابنها أشهراً، حتى اكتشفت جثمانه أخيراً يوم الأربعاء، عندما انتشلت جرافة رفاتاً من حفرة خارج مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة. وقالت الأم الفلسطينية الثكلى لوكالة فرانس برس: "قالوا لي ابتعدي من هنا، فقلت لهم ابني في الجرافة. قلب الأم هو من دلني أنه نبيل" الذي توفي عن 22 عاماً.
ومع تراجع حدة القصف في خانيونس بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من المنطقة التي نفذت فيها عمليات قصف مكثفة، بدأ العاملون الصحيون انتشال جثامين دُفنت بجوار مجمع ناصر الطبي، وهو أكبر مستشفى في جنوب قطاع غزة. وقالت الأم: "لم أره منذ ثلاثة أشهر، واليوم وجدته"، مضيفة أنه "استُشهد بشظايا" إثر غارة جوية إسرائيلية.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، إن أفراده عثروا على ما يقرب من 340 جثة على مدى عدة أيام لأشخاص قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية ودفنتهم في المجمع الطبي. وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس: "فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي". وأشار بعض الأهالي لوكالة فرانس برس إلى أن الجثامين التي انتشلت دفنها أقارب الشهداء.
خلافاً لريم زيدان، لم يعثر آخرون ذهبوا إلى مجمع ناصر على جثث أقاربهم. وقالت صونيا أبو رجيلة (52 عاماً)، وهي من خانيونس، إن ابنها حازم البالغ من العمر 29 عاماً دفنه أصدقاؤه بالقرب من المستشفى، لكنها لم تتمكن هي وإخوته من العثور عليه. وقالت لوكالة فرانس برس: "الآن أنتظر الجثث التي تُنتشل على أمل التعرف على جثمانه". وأوضحت الأم إنها تبحث علها ترى القميص البيج والسروال الرمادي اللذين كان يرتديهما في المرة الأخيرة التي رأته فيها.
وتزايدت الدعوات لإجراء تحقيق دولي في الوفيات التي وقعت في مجمع ناصر، بما في ذلك من الولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية. وطالب البيت الأبيض، الأربعاء، إسرائيل بإجابات بعد العثور على مقابر جماعية في مجمع ناصر ومجمع الشفاء الذي حاصره الجيش وقصفه واقتحمه في مدينة غزة. وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن: "نريد إجابات. نريد أن يُجرى تحقيق شامل وشفاف في هذا الأمر".
لم نجده
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية". وحاصرت الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في 26 مارس/ آذار المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر.
وقالت نوال الزقزوق (60 عاماً) لوكالة فرانس برس إنها تأتي يومياً إلى المستشفى بحثاً عن ابنها علاء العتال الذي قتل في الأول من يناير/كانون الثاني. وأضافت أن ابنها توفي جراء النزيف بعد أن أطلق عليه قناص النار، ودفنه شقيقه في المستشفى. وأضافت: "قلنا عندما تهدأ الأمور وتعلن هدنة، سنبحث عنه وننتشله لندفنه في مقبرة يافا. لكننا لم نجد جثمانه حتى الآن".
(فرانس برس)