بايدن يزور لويزيانا لمعاينة مخلفات الإعصار "إيدا"

04 سبتمبر 2021
استغل بايدن الزيارة لتسليط الضوء على أزمة التغير المناخي التي تعد ضمن أولوياته (فرانس برس)
+ الخط -

طالب مسؤولون أميركيّون الجمعة بخوض معركة شرسة ضدّ التغيّر المناخي الذي يُشتبه في أنّه كان السبب وراء الفيضانات المدمّرة التي شهدتها الولايات المتحدة مساء الأربعاء.

وارتفعت حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات التي خلّفها الإعصار "إيدا" في منطقة نيويورك وضاحيتها إلى 47 شخصاً على الأقلّ الأربعاء والخميس، في إطار حدث "غير مسبوق" مرتبط بالطقس أرجعه المسؤولون إلى التغيّر المناخي.

وبعد 36 ساعة على هذه الظاهرة الجوّية المفاجئة والتاريخيّة في نيويورك، وصل الرئيس جو بايدن إلى لويزيانا (جنوب)، أوّل ولاية ضربها إعصار إيدا الأحد.

وقال الرئيس خلال اجتماع مع مسؤولين محلّيين في لابلاس في لويزيانا التي زارها لبضع ساعات من أجل تقييم الأضرار: إنّ "الأمور تتغيّر جذرياً في مجال البيئة. لقد تجاوزنا بالفعل عتبات معيّنة".

وأضاف: "لا يمكننا إعادة بناء الطرقات والطرق السريعة والجسور أو أيّ شيء مثلما كان مِن قبل"، بل يجب أن "نعيد البناء بشكل أفضل".

وأطلق بايدن برامج استثماريّة ضخمة، يقترب إجمالي كلفتها من 5000 مليار دولار، ويُفترَض أن تستجيب جزئياً لحالة الطوارئ المناخيّة. ومن المقرّر أن يدرسها الكونغرس الأميركي هذا الخريف.

بدوره، ندّد رئيس بلديّة نيويورك بيل دي بلاسيو، بتغيّر المناخ وقال: "هذه العاصفة يجب أن توقِظنا. إنّه تحدٍّ جديد... مقارنة بالوقت الذي كنّا نربط فيه الفيضانات بالمناطق الساحليّة" فقط، في إشارة منه إلى إعصار ساندي في أكتوبر/تشرين الأول 2012.

وتوجّه بايدن في وقت سابق إلى مدينة نيو أورلينز الجمعة، لمعاينة الأضرار التي خلّفها الإعصار إيدا الذي ضرب سواحل خليج المكسيك قبل أن يسبّب عواصف وأمطاراً غزيرة أغرقت نيويورك.

وهذه هي الرحلة الأولى لبايدن خارج منطقة واشنطن منذ أزمة الإجلاء التي رافقت انسحاب القوّات الأميركيّة والغربيّة من أفغانستان، والتقى مسؤولين محلّيين ومن ولاية لويزيانا وتفقّد الأضرار بواسطة طائرة مروحيّة.

وفي إطار حرصه على إعادة التركيز على القضايا المحلّية، استخدم بايدن هذه الزيارة لتسليط الضوء على أزمة التغيّر المناخي التي تندرج ضمن أولويّاته.

وقال الخميس إنّ الإعصار إيدا والحرائق البرّية التي لا يمكن السيطرة عليها في غرب الولايات المتحدة "تذكير آخر" بهذه الأزمة.

وأضاف في كلمة في البيت الأبيض: "إنّها مسألة حياة أو موت، وعلينا مواجهتها معاً".

وسبّب الإعصار إيدا، وهو عاصفة من الفئة الرابعة، فيضانات ورياحاً عاتية في جنوب الولايات المتحدة خلّفت أضراراً مادّية وبشريّة.

وضرب الإعصار ولايات ألاباما ولويزيانا وميسيسيبي قبل أن تتوجّه عواصفه شمالاً إلى نيويورك ونيوجيرزي وبنسلفانيا، ما أدّى إلى إغراق أنفاق مترو مدينة نيويورك وشوارعها بالمياه.

وفي نيو أورلينز، حُرم نحو مليون شخص الكهرباء بسبب الإعصار، ولا تزال أجزاء من المدينة دون تيّار كهربائي أو مياه.

والخميس، خاطب بايدن المتضرّرين من جرّاء إيدا بالقول: "نحن جميعاً في هذا معاً. البلاد مستعدّة لتقديم العون". وأضاف أنّه أمر باستخدام طائرات دون طيار وأقمار اصطناعية عسكرية للمساعدة في مسح الأضرار وتسريع أعمال الإصلاح "المعقدة والخطيرة".

كذلك أمر باستخدام احتياطي النفط الأميركي لتخفيف نقص الإمدادات في المصافي، قائلاً: "رسالتي إلى سكان ساحل الخليج... نحن هنا من أجلكم".
(فرانس برس)

المساهمون