أجبرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي باحثة تعمل في جامعة "نورث وسترن" في قطر، على الانسحاب من مشروع بحثي عن ريادة الأعمال النسائية في قطر، يموله الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وتبلغ تكلفته 700 ألف دولار. وأرسلت الباحثة جوسلين ميتشل، بياناً لموقع "الدوحة نيوز" الذي يصدر باللغة الإنكليزية، تؤكد فيه انسحابها من المشروع، وتقديمها اعتذاراً على التعليقات العنصرية التي كانت قد نشرت في مدونة لها عام 2008، ضد الشعب القطري.
وقالت جوسلين ميتشل في بيانها إنها "لن تكون جزءًا من هذا البحث في المستقبل"، مشيرة إلى أن المحادثات جارية مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي للتوصل إلى قرار نهائي بشأن منحة البحث عن ريادة الأعمال النسائية في قطر. واعتذرت عن الألم والأذى الذي تسببت به، قائلة إنها "على اتفاق كامل" مع زملائها الذين وصفوا هذه الأفكار بأنها "بغيضة"، مضيفة: "هذه تعليقات عنصرية وغير تمثيلية عن قطر والشعب القطري وجالياتها الوافدة، ولا أساس لها من الصحة، ولا تعكس شعوري تجاه الأشخاص المتنوعين الذين يشكلون هذا البلد المتسامح والمقبول".
استاذة جامعة نورثوسترن في قطر، جوسلين ميتشيل التي نشرت تعليقات عنصرية ومسيئة سابقاً، أكدت بأنها انسحبت من المشروع البحثي الذي يموله الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
— Reem Al-Harmi ريم الحرمي (@Reem_AlHarmi) February 16, 2021
خطوة جيدة وفِي الاتجاه الصحيح، والانتقاد الموضوعي الذي أثاره الكثير أتى أُكله. https://t.co/DoIPM2lRzb
وجاء بيان الباحثة، بعد بيان لأعضاء هيئة التدريس في جامعة "نورثوسترن" طالبوا فيه زميلتهم بالانسحاب من فريق البحث، بعد أن أثار خبر المنحة غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات لسحب المنحة من الباحثة بسبب عنصريتها.
ونشرت مدونة تديرها ميتشل وزوجها عام 2008 منشورًا بعنوان: "تعلم أنك في قطر إذا"، تضمن قائمة بملاحظات عنصرية وكراهية الأجانب، وتمت إزالة المدونة لاحقًا من قبل ميتشل في عام 2015، بعد عدة سنوات من عملها في قطر.
واحتج العديد من الطلاب عند ظهور منشور المدونة في عام 2019، مطالبين الجامعة باتخاذ إجراءات ضد العديد من سوء السلوك، بما في ذلك تعليقات ميتشل المسيئة والعنصرية، فأصدرت ميتشل اعتذارًا علنيًا عن أفعالها، قائلة إنها تأسف بشدة لإهانة أي شخص مؤكدة إزالة المدونة.
وكانت الناشطة والكاتبة ريم الحرمي، قد طالبت في تغريدات على حسابها في "تويتر"، بسحب المنحة من الباحثة الأميركية وتساءلت عن الأسس التي منحت بموجبها هذه المنحة الضخمة، وهي التغريدات التي لقيت تفاعلا كبيرا على "تويتر". كما نشرت مقالا في موقع "الدوحة نيوز" بعنوان "معالجة العنصرية في الأوساط الأكاديمية وضرورة عدم تطبيعها أو مكافأتها"، حول المنحة البحثية التي حصلت عليها الأستاذة في جامعة نورثوسترن قطر، والتي سبق أن حصلت على أربع منح بحثية سابقة بقيمة ما يقارب 4 ملايين ريال، حسب الحرمي، من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي تغاضى عن إساءتها للمجتمع القطري والمقيمين.
وقالت الحرمي في مقالها: "من المؤسف أن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بصدد تمويل هذه الدراسة، بالرغم من إساءات الباحثة لذات المجتمع الذي تود دراسته". كما تساءلت عن معايير اختيار الباحثين، وكيفية فهم هذه المعايير بعيدًا عن مدونة الباحثة وآرائها، وكيف يتم التأكد أن آراءها المسبقة والمتحيزة لن تؤثر على البحث.
مقالي -باللغة العربية- حول المنحة البحثية التي حصلت عليها جوسلين ميتشيل الأستاذة في جامعة نورثوسترن قطر، والتي حصلت على أربع منح بحثية سابقة بقيمة ما يقارب 4 ملايين ريال من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي تغاضى عن إساءاتها للمجتمع القطري والمقيمين
— Reem Al-Harmi ريم الحرمي (@Reem_AlHarmi) February 11, 2021
https://t.co/9XJGSYl6gY
وفي تغريدة لاحقة للحرمي بعد انسحاب الباحثة، قالت: "طبعا النقاش لا يتوقف عن "انسحابها" فحسب، وهذا لا يعفي الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي من ضرورة إجابة تساؤلات المجتمع القطري التي أثرتها في مقالي الأسبوع الماضي، حول الأبحاث الممولة والإجراءات والسياسات المتبعة التي ينبغي أن تتمتع بالوضوح والشفافية أكثر". وتابعت في تغريدة أخرى: "على الصندوق التأني في اختيار الباحثين في مجال الدراسات الإثنوغرافية ودراسات العلوم الاجتماعية المتعلقة بالمجتمع القطري والمراة القطرية، هناك شح في الأدبيات والأبحاث في هذا الجانب، ولا نود أن تكون المراجع مكتوبة بنظرة استشراقية أو من منظور مركزي -أوروبي".