استمع إلى الملخص
- يُعتبر طريق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق، حيث سجلت وفاة وفقدان 3134 مهاجراً هذا العام، مع تزايد الحوادث في السواحل التونسية.
- شهدت الأسابيع الأخيرة حوادث غرق مميتة، منها وفاة تسعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء وثلاثة تونسيين، مع إنقاذ 36 مهاجراً في سبتمبر.
انتشلت وحدات الدفاع المدني بمحافظة باجة شمال غرب تونس، 3 جثث مجهولة الهوية، يُرجّح أن تكون لمهاجرين قضوا في غرق مركب هجرة غير نظامية خلال الأيام الماضية. وأعلن العميد في الدفاع المدني بمحافظة باجة، كمال المليتي أن ثلاث جثث ظهرت في مناطق مختلفة في سواحل محافظة باجة خلال الـ24 ساعة الماضية وجرى انتشالها وتسليمها لقوات الحرس من أجل إتمام الإجراءات اللازمة للتعرف على الهويات.
وقال المليتي في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "مصالح الدفاع المدني تلقّت إشعاراً منذ أمس الاثنين بظهور جثة مجهولة الهوية على سواحل منطقة الزوارع بمحافظة باجة، وجرى انتشالها ليتم لاحقاً الإبلاغ عن خروج جثتين دفعتهما الأمواج، الأولى في المنطقة نفسها والثانية على الساحل الشاطئي منطقة المقاصب".
وأفاد المسؤول في الدفاع المدني، أنّ "المعاينة الأولية أكّدت أن الجثث لثلاثة ذكور، غير أنها كانت في وضع تحلّل ولم يتم الكشف عن الهويات"، مُرجّحاً أن "تكون لمهاجرين غير نظاميين غرق مركبهم خلال الأيام الماضية". وأشار في سياق متصل إلى أن "الجثث لا تحمل أي هويات ولم يتم التعرف عليها"، مؤكداً أن "سواحل محافظة باجة التي تمتد على 26 كلم لم تشهد سابقاً خروج جثث لمهاجرين على شواطئها، كما لا تعد منصة انطلاق لقوارب هجرة غير نظامية". وتابع "لأول مرة ينتشل الدفاع المدني جثثاً يرجّح أن تكون لمهاجرين في سواحل محافظة باجة".
ولم يستبعد المتحدث أن تظهر في المنطقة جثث أخرى خلال الساعات القادمة بسبب حركة التيارات البحرية القوية في المنطقة هذه الأيام، مرجّحاً أن يكون عدد ضحايا المركب الغارق أكثر من ثلاثة.
ولا تعد السواحل الشمالية لتونس منصة انطلاق قوارب الهجرة غير النظامية، ونادراً ما يلفظ البحر جثث المهاجرين. في المقابل تعتبر محافظتا صفاقس والمهدية أحد أهم نقاط الانطلاق الرئيسية لقوارب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا. ويعرف طريق الهجرة الواصل بين السواحل الليبية والتونسية والسواحل الأوروبية، بطريق وسط البحر الأبيض المتوسط للهجرة، وهو أكثر طرق الهجرة فتكاً في العالم، إذ سجلت المنظمة الدولية للهجرة وفاة وفقدان 3134 مهاجراً على هذا الطريق منذ بداية العام الجاري. وسجل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، منذ بداية العام الجاري، ما بين 600 و700 حالة وفاة أو فقدان للمهاجرين إثر حوادث غرق القوارب قبالة السواحل التونسية، فيما تم تسجيل أكثر من 1300 حالة في عام 2023.
والأسبوع الماضي، أعلن مصدر قضائي أن تسعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء لقوا حتفهم وفُقد ستة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة الساحل التونسي، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وبحسب شهادات 27 ناجياً أنقذهم خفر السواحل التونسي، كان هناك 42 شخصاً على متن القارب الذي انطلق ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء (10 و11 ديسمبر/ كانون الأول) من منطقة جبنيانة قرب صفاقس وسط شرق البلاد.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لقي ثلاثة مهاجرين تونسيين حتفهم عندما غرق قاربهم قبالة سواحل المهدية. وقبل ذلك بشهر، تم العثور على 15 جثة مجهولة الهوية قبالة سواحل المهدية. وفي سبتمبر/أيلول أنقذ خفر السواحل 36 مهاجراً، من بينهم 20 تونسياً و16 مصرياً، بعد أن انجرف قاربهم المعطل نحو نابل، في وسط شرق البلاد.