انتشار القمامة في اللاذقية السورية... واتهامات لمديرية النظافة

11 ديسمبر 2021
تهدد مشكلة النفايات الصحة العامة والبيئة (Getty)
+ الخط -

تنتشر أكوام القمامة في شوارع وأحياء مدينة اللاذقية السورية وباقي مدن المحافظة، مع تأخر عمليات نقلها. الأمر الذي أصبح مُزعجاً للأهالي الذين رفعوا الصوت لحلّ هذه المشكلة البيئية التي تهدّد الصحة العامة، متهمين مديرية النظافة بتجاهل المسؤوليات المفروضة عليها في الحفاظ على النظافة.

وتتكوّم النفايات بشكل عشوائي قرب الحاويات بأحياء السكنتوري والرمل الجنوبي والشرفاء وعدد من الأحياء الأخرى في مدينة اللاذقية، في الوقت الذي تتأخر فيه عمليات ترحيلها أيضا في مدينة جبلة، ما يتسبب في انتشار روائح كريهة، وتجمّع الحشرات، بالإضافة إلى تجمع الكلاب الضالة حولها.

ويعزو الناشط الإعلامي من مدينة اللاذقية وسام العبدالله، أسباب انتشار القمامة، لعوامل متعددة، منها نقص عمال النظافة في البلديات، والاكتفاء بتوظيف الموجودين بواسطة عقود محدودة، بالإضافة إلى تدني رواتبهم، ما دفع الكثير من الموظفين لترك العمل في البلديات التي لا توفر بديلا. 

ويوضح المتحدث لـ "العربي الجديد"، أنّ السبب الثاني يرتبط بقلة جولات سيارات جمع القمامة على الأحياء، ففي السابق كانت سيارة تمرّ من كل حيّ يومياً، وفي الوقت الحالي يتم كل ثلاثة أيام ترحيل القمامة من بعض الأحياء، أما في بعض القرى التي تغيب عنها السيارات فيعمد الأهالي إلى إحراق النفايات للتخلص منها. ولفت إلى أنّ عدم كفاية الحاويات في كثير من الأماكن حوّلها لمكبات مثل ما حدث في الرمل الجنوبي. 
وفي مدينة جبلة التي تعاني أيضا من المشكلة ذاتها، لفت الناشط حسام الجبلاوي في حديثه لـ"العربي الجديد " إلى أنّ هناك قلة وعي وجهل لدى البعض بخصوص التخلص من النفايات، حيث يتم رميها على جوانب الطرقات، وليس في الأماكن المخصصة. 
وأشار جبلاوي إلى مشكلة مكب نفايات "البصّة" بالقول إنه منذ أعوام يسبب أزمة في اللاذقية كونه في الأصل مكبا غير نظامي، وازدادت مشكلته مع الوقت وتحول لمكان تتفشى منه الأوبئة والحشرات.

وأضاف: "وعدت محافظة اللاذقية في كثير من الأوقات بحلّ هذه المشكلة لكن بقي الأمر رهين الوعود فقط، هناك قلة في عدد الآليات وبالموظفين وضعف في الإمكانيات، وتبرير البلديات دائما يكون بوجود تخفيض في دعمها". وختم: "هناك عدة أحياء في جبلة تنتشر فيها القمامة بشكل كبير".
وتكررت شكاوى الأهالي بخصوص أزمة القمامة في مدينة اللاذقية، إذ اتهموا مديرية النظافة في المحافظة بالتقصير والتقاعس عن القيام بواجباتها، ليكون رد دائرة النظافة في اللاذقية عبر مديرها عمار القصيري، بعدم التزام السكان بمواعيد رمي القمامة، مبررا أن سيارات القمامة تقوم بترحيلها في الوقت المناسب. لتبقى مشكلة القمامة ومعاناة السكان ذاتها، وتعاد أسطوانة المبررات ذاتها من قبل الجهات المختصة، دون حلول جذرية على أرض الواقع. 

وتقع مدينة اللاذقية شمال غربي سورية، وتطل على البحر الأبيض المتوسط. وهي مركز المحافظة التي تحمل اسمها. ويسكنها حوالى 1. 2 مليون نسمة، وهي من المدن ذات التاريخ العريق في سورية، وتعاقبت عليها حضارات وممالك منها مملكة أوغاريت التي قدمت واحدة من أوائل الأبجديات للبشرية.

المساهمون