انتحار طبيبة شابة يشغل الرأي العام في الأردن

26 اغسطس 2022
الوفاة أتت نتيجة إصابة الطبيبة بكسور متعددة ونزف شديد (فيسبوك)
+ الخط -

شغل إقدام طبيبة أردنية على الانتحار، يوم الخميس، الرأي العام المحلي، وذلك بعد أن عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الطبيبة المتوفاة داخل مستشفى الجامعة الأردنية شمال غربي العاصمة عمّان.

وخلص تقرير الطب الشرعي إلى أنّ وفاة الطبيبة ميرونا عصفور جاءت نتيجة إنهائها حياتها من خلال رمي نفسها من الطابق التاسع من المستشفى وسقوطها على الأرض، وذلك بعد إجراء التشريح من قبل رئيس الطب الشرعي عماد العبد اللات والطبيبَين حسن عبد الرحمن وأسماء الشايب بحضور والد المتوفاة. وأوضح التقرير أنّ الوفاة أتت نتيجة إصابة الطبيبة بكسور متعددة ونزف شديد، مشدّداً على أن لا شبهات جنائية.

وقد طالبت عائلة المتوفاة، وهي طبيبة مقيمة سنة أولى تخدير من مواليد عام 1997، وسائل الإعلام وناشطي "السوشال ميديا" في الأردن بالتوقّف عن تداول الشائعات حول أسباب وفاة ابنتها، داعية الجميع إلى الدعاء لها بالرحمة والمغفرة. ولفتت العائلة في بيان صحافي إلى أنّها اطّلعت على منشورات عديدة وتلقّت أسئلة من صحافيين حول حادثة الوفاة، وأنّ بعض ما جرى تداوله كان محض أكاذيب، الأمر الذي زاد من ألمها.

وأوضحت العائلة أنّ ابنتها ميرونا كانت تعاني من حالة اكتئاب وحزن شديدَين بعد وفاة والدتها، خصوصاً أنّها الابنة الوحيدة لوالدَيها وكانت شديدة التعلق بوالدتها التي توفيت قبل نهاية عام 2020، أي قبل تخرّجها بفترة قصيرة. وأضافت العائلة أنّه على الرغم من محاولتها مساعدة ابنتها لتخطّي الاكتئاب، فإنّ المرض تمكّن منها. ودعت العائلة الإعلاميين إلى مراعاة ظرفها الخاص ومنحها المساحة الخاصة لتحزن على ابنتها بعيداً عن الشائعات والأقاويل والمقابلات الصحافية.

وكان لخبر الوفاة وقع كبير على الشارع الأردني، فكانت منشورات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن ذلك. حيث غرّد ماجد النجار مترحّماً عليها، في حين تساءل أين المدّعي العام ليضع حدّاً لكلّ الأقاويل المتداولة بين الناس، مضيفاً "شعب مفتي من الآخر".

أمّا أحمد شبيب فكتب أنّ الأطباء الشباب في الأردن يموتون بمعظمهم "ألف موتة (...) من القهر والظلم". ولفت في تغريدته إلى أنّ ميرونا ليست الطبيبة الأولى التي تقدم على وضع حدّ لحياتها "ولن تكون الأخيرة ما لم يتمّ إنصاف الأطباء الشباب". 

بالنسبة إلى تولين مناصرة، فإنّ أحداً لا يعرف ممّا كانت الطبيبة الشابة تعاني وما الضغوط عليها. ودعت، في تغريدة، الأصوات التي راحت تُدينها إلى السكوت.

بدوره، تعاطف محمد بشتاوي مع الطبيبة، مستغرباً في تغريدة كيف أنّ أحداً من محيطها لم يعرها اهتماماً، وقد رأى أنّ ذلك كان لينجّيها من الانتحار.

المساهمون