أقامت مديرية الصحة الحرة في محافظة إدلب ومنظمة "شفق"، وفريق "سما التطوعي"، يوم السبت، احتفالاً تحت شعار "طموحي بلا حدود"، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي يصادف في الثالث من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.
وقال مراسل "العربي الجديد"، إنّ الاحتفال تخلله عدة فقرات أهمها إلقاء 11 شخصاً من ذوي الإعاقة كلمات تحدثوا خلالها عن حياتهم ونجاحاتهم، خاصة وأنّ جميع من تحدثوا يعملون في منظمات المجتمع المدني مثل "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، مشيراً إلى أنّ الكلمات تهدف لتحفيز أقرانهم من الفئة نفسها ليكونوا أشخاصاً منتجين بالمجتمع.
من جانبه، قال مصعب العبي أحد منظمي الاحتفال وهو من فئة ذوي الإعاقة ويشغل منصب مدير مشروع بمنظمة "شفق"، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إنّ الهدف من هذه المبادرة هو تسليط الضوء على هذه الفئة من المجتمع، والاهتمام بأفرادها بشكل أكبر من قبل منظمات المجتمع المدني ومن المحيطين بهم، مشيرا إلى أنّ المنظمات في محافظة إدلب تعمل على تأمين احتياجات ومتطلبات الأشخاص من ذوي الإعاقة قدر الإمكان لدمجهم بالمجتمع، لكن الأعداد كبيرة وتحتاج لجهود مضاعفة.
واعتبر حمدو السلات المصاب بشلل بأطرافه السفلية وأحد موظفي مديرية "صحة إدلب الحرة"، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ الخدمات التي تقدمها المنظمات في محافظة إدلب لا ترتقي للمستوى المطلوب لدمج هذه الفئة بالمجتمع، مشدداً على أنّه "تجب مضاعفة الجهود وزيادة الدعم، وخاصة أن الحرب السورية ضاعفت أعداد الأشخاص من ذوي الإعاقة".
وتطرق السلات خلال كلامه إلى حياته العلمية والرياضية قائلاً: "بذلت جهداً كبيراً لأحقق مراكز عدة لبلدي سورية في بطولات عربية وآسيوية وعالمية برياضة رفع الأثقال قبل الثورة السورية، وأكون مشجعاً لأقراني من ذوي الإعاقة كي لا تقف حياتهم عند إعاقتهم".
بدوره، قال الكفيف محمد معتوق لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الفعاليات والمبادرات مهمة للأشخاص ذوي الإعاقة ليتحدثوا عن إنجازاتهم وبطولاتهم والأهم أنهم أشخاص فاعلون في المجتمع ومنتجون غير مستهلكين، وهذا يقرّب المسافة بيننا وبين باقي فئات المجتمع لنصل إلى التطور المطلوب".
ويعيش الأشخاص ذوو الإعاقة في شمال غرب سورية في ظروف إنسانية صعبة للغاية، خاصة من يعيش في مخيمات النزوح والشتات. وبحسب برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية في الأمم المتحدة 2021، وصلت نسبة ذوي الإعاقة في المفهوم الموسع للإعاقة في شمال غرب سورية إلى 28%، وعددهم 748,473 فرداً منهم 5.48% من ذوي الإعاقات الشديدة، وعددهم 146,486 فرداً.