الهواتف الذكية وسيلة جديدة لمراقبة تطور مرض الاكتئاب

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
20 مارس 2023
الاكتئاب
+ الخط -

على الرغم من تأثيرات الهواتف المحمولة على الصحة النفسية والجسدية، والتحذيرات المستمرة من المجتمع الطبي، فإن دراسة صادرة عن جامعة King’s college London البريطانية، أظهرت إمكانية أن يكون للهواتف الذكية تأثيرات إيجابية على مرضى الاكتئاب.

ووفق الدراسة، يمكن للهواتف الذكية تتبع أعراض المرض وتأثيرها على حياة المرضى، وهو ما ينعكس إيجاباً على صحتهم النفسية، إذ يمكن أن تساعد المراقبة المستندة إلى الهواتف النقالة، في فهم صعوبات التفكير، وبالتالي المساعدة في علاج الاكتئاب.

الصورة
اكتئاب (Getty)
ما يقرب من 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب (Getty)

وأظهرت دراسة بقيادة باحثين من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في جامعة king’s College وجامعة ساسكس، أن استمرار المشاكل في التركيز والانتباه والذاكرة له علاقة واضحة مع شدة الاكتئاب وتأثيرها في الناس. 
نُشرت الدراسة في مجلة الطب النفسي وجُمعت البيانات من المشاركين في ثلاث دول كجزء من برنامج RADAR-CNS الذي حقق في استخدام الهواتف الذكية لمراقبة ثلاثة حالات صحية.

وتشير النتائج إلى إمكانية استخدام الهواتف الذكية لتقديم تقارير ذاتية وتقييمات موضوعية لصعوبات التفكير في جميع الأوقات، وهو ما له تأثير في مراقبة وإدارة الاكتئاب.

الاكتئاب يؤثر على التفكير

يعاني العديد من مرضى الاكتئاب من صعوبات في التفكير وهذا يؤثر على جوانب مهمة من حياتهم، مثل العثور على وظيفة والتواصل الاجتماعي، وبحسب دراسة صادرة عن جامعة هارفرد الأميركية، فإن الاكتئاب لم يعد مرتبطاً بتغييرات في الحالة المزاجية، أو الشعور بالحزن والإحباط لفترات طويلة من الزمن، بل أيضاً مرتبط وبدرجة كبيرة، في التأثير سلباً بقدرة المريض على التفكير.

 على الرغم من الاعتراف بأن مشاكل التفكير جزء مهم من الاكتئاب، فإنه نادراً ما تجري مراقبتها، لأنها تمثل تحدياً لكل من الأطباء والمرضى. انطلاقاً من هنا، بدأ الخبراء في جامعة King’s college البحث عن طرق لمراقبة مرضى الاكتئاب، وتقلب حالتهم المزاجية، ولذا خلصوا إلى أنه يمكن أن تقدم المراقبة عن بعد من خلال الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء حلاً مقبولاً وفعالاً. 

حللت الدراسة البيانات التي قدمها 508 مشاركين من المملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا ممن أكملوا تقييمات التفكير القائمة على التطبيق، جنباً إلى جنب مع مقاييس الاكتئاب، واحترام الذات، والصعوبات في المهام اللازمة للحياة اليومية (الإعاقة الوظيفية). جرى طلب التقييمات كل ثلاثة أشهر، ومتابعتها لمدة أقصاها سنتان، وتبين بأن أكثر من ثلاثة أرباع (76.2 في المائة) من المشاركين كانوا من الإناث ومتوسط العمر بلغ 46.6 عاماً.

وأظهرت النتائج أن صعوبات التفكير المستمرة -كما أفاد المرضى- ارتبطت بمستويات أعلى من الاكتئاب وصعوبات في الأداء في الحياة اليومية طوال فترة المتابعة.

وأظهرت الاختبارات الخاصة بالتفكير، أن أولئك الذين يعانون من صعوبات أبلغوا عن مستويات أعلى من الاكتئاب، مقارنة بأولئك الذين لم تكن صعوبات التفكير لديهم مستمرة.

حلل الباحثون أيضاً جوانب مختلفة من التفكير، ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من صعوبات في اتخاذ القرار يعانون من مشاكل أكثر في المهام اليومية، وأن أولئك الذين يعانون من ضعف سرعة المعالجة يميلون إلى ظهور أعراض الاكتئاب بشكل أسوأ.
وعلقت سارة سيمبلت، المؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة بحسب ما نقلته صحيفة "ذي ميرور" البريطانية، بالقول، إن العديد من مرضى الاكتئاب يبلغون عن صعوبات في التفكير، وهذا يؤثر على جوانب مهمة من حياتهم، ولذا من المهم مراقبة تصرفاتهم.

ووجدت سيمبلت أن "المراقبة عن بعد من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة الإلكترونية، يمكن أن تقدم حلاً مقبولاً وفعالاً، لمتابعة تطور المرض، وكيفية علاجه، سواء بالعلاج السريري أو بالعلاج من خلال تناول الأدوية".

ويعد الاكتئاب مرضاً شائعاً في جميع أنحاء العالم، حيث يصيب ما يقدر بنحو 3.8 في المائة من السكان، بما في ذلك 5 في المائة بين البالغين و5.7 في المائة بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، ووفق الأرقام، فهناك ما يقرب من 280 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب.

ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة والاستجابات العاطفية قصيرة العمر للتحديات في الحياة اليومية، إذ قد يتحول الاكتئاب إلى حالة صحية خطيرة، خاصة عند تكراره وبشدة معتدلة أو شديدة. ويمكن أن يتسبب في معاناة الشخص المصاب بشكل كبير وضعف وظيفته في العمل والمدرسة والأسرة. وفي أسوأ حالاته يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الانتحار. الذي يعد رابع سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.

ورصدت إحصاءات منظمة الصحة العالمية، وفاة أكثر من 700 ألف شخص بسبب الانتحار كل عام.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أفادت السلطات في غوايانا، الثلاثاء، بأنّ الحريق الذي أتى الأحد على مهجع مدرسة للإناث في وسط البلاد، وأوقع 19 قتيلاً، جميعهم قاصرون، أضرمته فتاة أغضبتها مصادرة الإدارة هاتفها الخلوي.
الصورة
تتعدد أسباب الإرهاق المزمن (Getty)

مجتمع

يتحدث كثيرون عن شعورهم بالإرهاق بعد يوم عمل شاق أو غير ذلك. إلا أن الإرهاق قد يكون مؤشراً للإصابة بما بات يطلق عليه "متلازمة التعب المزمن".
الصورة
متلازمة المحتال شائعة في مجالات العمل (ماريا تان/ فرانس برس)

مجتمع

يشير خبراء إلى احتمال إصابة أشخاص يشككون في قدراتهم ومهاراتهم بـ"متلازمة المحتال"، ما يؤثر في كيفية بناء علاقاتهم الشخصية والعاطفية.
الصورة
الاكتئاب الشديد أحد أعراض اضطراب ثنائي القطب (Getty)

مجتمع

يصف خبراء الصحة النفسية التقلبات المزاجية على أنها عادية طالما أنها لم تصل إلى مستويات الهوس الشديد ونمط الحياة اليومي. أما إن تأرجح الشخص بين تقلبات شديدة، فقد يكون مصاباً باضطراب ثنائي القطب.
المساهمون