النمسا: 1000 يورو للاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم

13 ديسمبر 2024
سوريون في النمسا يحتفلون بسقوط النظام السوري، 8 ديسمبر 2024 (ماكس سلوفنسيك/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت الحكومة النمساوية عن تقديم مكافأة عودة بقيمة 1000 يورو للاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم بعد سقوط بشار الأسد، مع التركيز على عمليات الترحيل الطوعية وتقييم الوضع الأمني في سوريا.

- تواجه النمسا ضغوطًا من اليمين المتطرف، وتوقفت عن معالجة طلبات اللجوء السورية، بينما تشكل الجالية السورية أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في البلاد.

- أظهرت دراسة أن عودة السوريين من ألمانيا قد تؤدي إلى نقص في اليد العاملة بقطاعات حيوية مثل الصحة والنقل، مما قد يؤثر على الاقتصاد المحلي.

أعلنت الحكومة النمساوية التي يقودها المحافظون، اليوم الجمعة، أنها تعرض على اللاجئين السوريين "مكافأة عودة" تبلغ ألف يورو (1050 دولاراً) للعودة إلى وطنهم بعد سقوط بشار الأسد. وكان المستشار المحافظ كارل نيهامر قد أعلن أن الوضع الأمني في سورية سيُعاد تقييمه للسماح بترحيل اللاجئين السوريين.

ولا يمكن ترحيل الأشخاص ضد إرادتهم إلا بعد أن يتضح الاتجاه الذي تسلكه سورية. وتعلن الحكومة النمساوية حالياً أنها ستركز على عمليات الترحيل الطوعية. كما أوقفت معالجة طلبات اللجوء التي تقدم بها السوريون، مثل ما فعلت أكثر من 12 دولة أوروبية.

ويتعرض نيهامر، مثل كثيرين من المحافظين في أوروبا، لضغوط من اليمين المتطرف. ويشكل السوريون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في النمسا، العضو في الاتحاد الأوروبي. وقال نيهامر في تدوينة باللغة الإنكليزية على منصة "إكس": "النمسا ستدعم السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم بمكافأة عودة قدرها 1000 يورو. البلاد تحتاج الآن إلى مواطنيها لإعادة بنائها".

لكن لم يتضح بعد عدد السوريين الذين سيقبلون هذا العرض. ومع تعليق شركة الطيران الوطنية النمساوية رحلاتها إلى الشرق الأوسط بسبب الوضع الأمني، فلن تكفي المكافأة النمساوية تكاليف السفر بالكامل. وتبلغ كلفة تذكرة ذهاب فقط على الدرجة الاقتصادية لمدة شهر إلى بيروت، وهي نقطة انطلاق شائعة للمسافرين المتجهين براً إلى دمشق، حالياً 1066.10 يورو (1120.58 دولاراً) على الأقل على متن الخطوط الجوية التركية، وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت.

من جهة أخرى، أظهرت دراسة أن عودة السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا إلى بلادهم ستفاقم نقص اليد العاملة في عدّة قطاعات أساسية، أبرزها الاستشفاء والنقل واللوجستية. وتعدّ الجالية السورية في ألمانيا، التي تضمّ نحو مليون شخص هم بغالبيتهم لاجئون فرّوا من الحرب في بلدهم اعتباراً من عام 2015، أكبر جالية للسوريين في الاتحاد الأوروبي.

وفي أكبر اقتصاد في أوروبا يعاني نقصاً بنيوياً في اليد العاملة، يعمل اللاجئون السوريون "في قطاعات فيها نقص في اليد العاملة وتكتسي أهمية كبيرة، مثل الصحة والنقل واللوجستية"، وفق ما أظهرت دراسة لمعهد الأبحاث بشأن سوق العمل. ولا شكّ في أن عودة هؤلاء العمّال إلى بلدهم "لن تكون دراماتيكية على صعيد الاقتصاد الكلّي، لكن قد تكون لها تداعيات جدّ ملموسة على صعيد المناطق والقطاعات"، بحسب الدراسة.

وكان رئيس جمعية المستشفيات غيرالد غاس قد حذّر هذا الأسبوع من تداعيات عودة الأطباء السوريين "الذين أدّوا دوراً أساسياً في صون الرعاية الصحية، لا سيما في مستشفيات المدن الصغيرة". ويزاول حوالي 5758 سورياً الطبّ في ألمانيا، بحسب مجلّة "دير شبيغل" التي استندت إلى بيانات الجمعية الطبية الألمانية.

ومن شأن عودة السوريين أن تشكّل "ضربة قاسية" لقطاع الرعاية بكبار السنّ، بحسب ما قالت إيزابيل هاليتس، مديرة جمعية تعنى بهذا المجال لقناة "إن تي في". وأفاد معهد الأبحاث بشأن سوق العمل بأن السوريين يعملون خصوصاً في قطاعات النقل واللوجستية والإنتاج الصناعي والتغذية والفنادق والصحة والبناء، في حين يتركّز عمل النساء السوريات في الخدمات الاجتماعية والثقافية.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون