النقل يزيد من معاناة مرضى القصور الكلوي في إدلب

18 نوفمبر 2021
أجهزة غسل الكلى المتوفرة لا تلبي المتطلبات الصحية (Getty)
+ الخط -

تتفاقم معاناة مرضى القصور الكلوي في إدلب شمال غرب سورية، في ظلّ صعوبة وصولهم إلى مراكز غسيل الكلى القليلة في المنطقة جرّاء بُعد المسافات وارتفاع تكلفة النقل، ما يدفع المنظمات المدنية إلى محاولة المساهمة في التخفيف من أعبائهم بالرغم من إمكانياتها الضعيفة. 

وقالت منظمة "الدفاع المدني" في إدلب، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، "يواجه مرضى القصور الكلوي صعوبة وتحديات في الوصول إلى المشافي المتخصصة بسبب الحاجة الدورية للقيام بعمليات غسيل الكلى، وتساعد النقاط النسائية المنتشرة في عموم مناطق شمال غربي سورية بنقل العديد من الحالات بسيارات الإسعاف إلى مراكز غسيل الكلى وإعادتهم إلى منازلهم بشكل دوري". 

وتحدثت المنظمة عن إحدى تلك الحالات قائلة، إن "الشابة أمل تبلغ من العمر 20 سنة وفاقدة لوالدها وتعيش مع والدتها وإخوتها الصغار دون معيل، تعاني من مرض القصور الكلوي منذ العاشرة من عمرها وبعد العلاج الطويل بالدواء لم يعد ذا فائدة وأصبحت بحاجة لغسيل الكلى مرتين في الأسبوع".

تقول أمل" صار من الصعب عليّ الوصول للمشفى كل أسبوع مرتين نظراً لظروفي الصحية والاقتصادية وغلاء أجور المواصلات، لكن عندما زرت النقطة النسائية في رام حمدان وجدت سيدات بسيارة الإسعاف تطوعن لنقلي للمشفى من أجل غسيل الكلى وإعادتي للبيت". 

من جانبه، قال مروان الحاج (38 عاما)، مريض قصور كلوي، لـ"العربي الجديد"، "إنني أقوم بعملية غسيل الكلية مرتين في الأسبوع، وبعض الأحيان 3 مرات، لن أتحدث عن الألم والإرهاق بسبب تلك العملية، لكن سأقول لكم إنني ورغم التعب الشديد الذي أعاني منه، أضطر إلى الانتقال على دراجة نارية مسافة 10كم حتى أصل إلى المركز وبعدها الانتظار، وأعود على ذات الدراجة وأنا مرهق، في آخر مرة كدت أسقط عن الدراجة". 

وأضاف "مسألة النقل في المنطقة أمر مُربك للناس الطبيعيين، فكيف للمرضى، هناك شخص تعرفت عليه في مركز غسيل الكلى، ليس لديه من ينقله وهو يسكن في بلدة أبعد من بلدتي، ما يجعله في كل مرة ينتظر من يقلّه إما متبرع أو جمعية هنا أو هناك، وبعض الأحيان يتأخر عن موعده لأنه لا يجد من يقله". 

وكان المدير التنفيذي لمستشفى "الهداية" عبد السلام أبو عبد الله، قال في وقت سابق، لـ "العربي الجديد" إنّ "وضع مرضى الكلى في الشمال السوري مأساوي جداً، ومعظم المرضى الذين يراجعون مركزنا لإجراء جلسات الغسل يسكنون في المخيمات. ونحن نملك سيارة إسعاف واحدة لنقل المرضى، ما يحتم تلقينا مساعدة من جهاز الدفاع المدني ومديرية الصحة في إدلب من أجل نقل آخرين. ونحرص على تقديم أدوية مجانية للمرضى الذين يجرون الجلسات، لكنهم يدفعون بالتأكيد مبالغ كبيرة مقابل أدوية أخرى لا نستطيع توفيرها لهم". 

ولفت إلى أنّ أجهزة جلسات غسل الكلى المتوفرة في الشمال السوري قديمة، ولا تلبي المتطلبات الصحية الملائمة للعلاج، ما ينعكس سلباً على جلسات الغسل الكثيرة التي تجرى يومياً. ويؤكد ضرورة التدخل لجلب أجهزة حديثة من أجل تخفيف معاناة المرضى الذين يتكبدون مشقات في الوصول أساساً إلى المراكز، وينتظرون ساعات طويلة لتلقي العلاج. 

 وبين عبد الله أن "عدد مرضى غسل الكلى يزداد في الشمال السوري، بسبب سوء استخدام الأدوية المسكنة والحالات الحرجة للمرضى، وعدم تلقي الخدمات اللازمة، ما يفاقم المشكلات الصحية، علماً أن سكان هذه المناطق يفتقدون عموماً نوعية المياه الصالحة للشرب، ونقص كميتها المخصصة للفرد الواحد، وتدهور الحالات النفسية والأمراض المرتبطة بها، بسبب الظروف القاسية للنزوح والقصف المتواصل". 

وتقدّر مديرية صحة محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، عدد المرضى الذين يجرون جلسات غسل كلى دورية بـ500 يتردّدون على 9 مراكز في إدلب المدينة وبلدات أريحا ودركوش وسلقين وأرمناز وكفرتخاريم ودارة عزة والأتارب، ومستشفى منطقة باب الهوى الحدودية، علماً أنّ إحصاءات فريق "منسقو استجابة سورية" تفيد بأنّ مليوناً ونصف مليون من أصل أكثر من أربعة ملايين شخص تضمهم المحافظة يسكنون في مخيمات بدائية قرب الحدود مع تركيا.  

المساهمون