النظام السوري يفرّغ محلات مخيم الركبان

25 مارس 2022
تمنع قوات النظام إدخال سلع إلى محلات الركبان (العربي الجديد)
+ الخط -

دخل مخيم الركبان للنازحين السوريين الذي يقع شرق محافظة حمص عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، مرحلة جديدة من الحصار والتضييق المستمر منذ سنوات من قبل قوات النظام السوري تشهد تفريغ محلاته التجارية من المواد الأساسية، ومنع نقل المهربين مواد غذائية وأدوية وحليب الأطفال إلى قاطنيه.
يقول مدير شبكة الركبان مصطفى أبو شمس لـ"العربي الجديد": "المواد الغذائية الأساسية مفقودة في كل المحلات التجارية داخل المخيم، وأهمها الدقيق والأرز والزيت والسكر التي بدأت تتناقص كمياتها منذ أكثر من 20 يوماً، قبل أن تغيب بالكامل عن الرفوف في الأيام الأخيرة بسبب منع قوات النظام إدخالها، وتشديد مراقبة عمليات التهريب التي كانت تحصل عبر شاحنات تنقل أعلاف مواش إلى المخيم".

يضيف: "تتمثل المشكلة الكبرى حالياً في فقدان الأدوية ومنتجات حليب الأطفال التي لا يمكن استبدالها بأي شيء آخر، كما أن البدائل الغذائية معدومة بسبب عدم وجود مياه أو تربة صالحة للزراعة، وفقدان الوقود الذي ارتفع سعره إلى أرقام قياسية وصولاً إلى 7 آلاف ليرة (دولارين) لليتر البنزين الواحد و8 آلاف ليرة (2.28 دولار) لليتر الديزل الواحد، علماً أن المنطقة خالية من الحطب الذي قد يستخدم كبديل للغاز المنزلي أو وقود التدفئة.
ويؤكد أبو شمس أن "النظام يشدد الحصار لإجبار السكان على الخروج من المخيم، وإجراء تسويات أمنية بلا منحهم أي ضمانات لتجنيبهم إجراءات الاعتقال، وهو ما حدث مع كثر غادروا المخيم سابقاً، واقتيد بعضهم إلى الخدمة العسكرية".
ويلفت إلى أن بعض المرضعات بدأن في إطعام أطفالهن ماء الأرز، بعدما وصل سعر علبة الحليب، في حال وجدت، إلى 25 ألف ليرة (7.14 دولارات)، بينما ارتفع باقي أسعار الأدوية المتوفرة نحو 50 في المائة، تشكل زيادة كان يتقاضاها مهربون يستغلون عدم وجود الخدمات الطبية وإسعافات الطوارئ، وافتقاد الأطباء.
من جهته، يقول محمد عادل المقيم في المخيم وعضو شبكة الركبان لـ"العربي الجديد": "لا تتوفر بدائل لأي سلع مفقودة في المخيم، لكن الحاجة الماسة دفعت بعض العائلات إلى استخدام مادة نخالة خاصة بالعلف لصنع خبز بعدما توقف المخبز الرئيسي عن العمل، فيما استخدمت أخرى دهن الأغنام وشحومها بدلاً من الزيت النباتي".

تهدد أزمة فقدان الأغذية والادوية الجميع (العربي الجديد)
تهدد أزمة فقدان الأغذية والأدوية الجميع (العربي الجديد)

ويتحدث عن أن "نحو 10 محلات تجارية في المخيم لا تحتوي على أي سلع حالياً، ما جعلها تترك أبوابها مفتوحة. وبات الأهالي يعانون من أزمة حقيقية خصوصاً العائلات الفقيرة التي لم تستطع حتى شراء النخالة الخاصة بالعلف لصنع خبز، وكذلك الأطفال الرضع وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يكاد مخزون أغذيتهم وأدويتهم أن ينفد، رغم أنهم يقتصدون فعلاً في استخدام الكميات المتوفرة منذ 20 يوماً. وبين المواد المفقودة أيضاً كل أنواع الخضار والفواكه، والمواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والبرغل والزيت والمعكرونة".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قالت في تقرير سابق إن "الرضع والأطفال الصغار في المخيم يموتون بسبب سوء التغذية، وأمراض الجهاز التنفسي وأخرى يمكن منعها بسهولة من خلال الحصول على رعاية صحية ملائمة وظروف معيشية ملائمة". ودعت كل الأطراف إلى مراعاة أوضاع الأطفال، وإلى إيجاد حلول عاجلة لإنهاء سنوات من المعاناة التي اضطر الأطفال إلى تحمّلها.

رفوف فارغة داخل محل (العربي الجديد)
رفوف فارغة داخل محل (العربي الجديد)

ويرغب قاطنو المخيم في فتح طريق إلى الشمال السوري يخضع لإشراف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ورعايته، وإنشاء قرية نموذجية تمهّد لإيجاد حل سياسي يضمن عودتهم الآمنة إلى منازلهم، علماً أن المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة تتخلّف حالياً عن مساعدة أكثر من 7 آلاف شخص يعيشون داخل المخيم.
أما هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان فترفض أي تسوية أو مصالحة تقضي بإعادة النازحين إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، وتكرر بأن قاطني المخيم يخشون تنفيذ قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية لها عمليات انتقام في حقهم، أو جرّهم إلى الخدمة العسكرية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وكانت عشرات العائلات غادرت المخيم منذ مطلع العام الحالي إلى مناطق سيطرة النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) نتيجة تردي الأوضاع المعيشية ونقص الرعاية الطبية، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمطالب قاطني المخيم في تقديم أغذية وأدوية وتعليم لهم.

المساهمون