في ظلّ غياب الحدائق العامة في مدينة الدانا، شمال إدلب، وارتفاع أسعار الملاهي الخاصة، يلجأ الأطفال للألعاب الشعبية المنتشرة في الشوارع، والمتاحة بأسعار في متناول العائلات الذين يقصدونها في عدة مناسبات بغرض رسم البهجة والفرح على وجوه صغارهم وتعويضهم عن حقهم في اللعب.
وتتضمن الملاهي الشعبية ألعاباً قليلة يمكن نقلها من مكان إلى آخر ضمن المدينة، ويسهل أيضا تحضيرها وتركيبها، وتكون متاحة للأطفال بأسعار منخفضة مقارنة بالأماكن المخصصة للألعاب، ولكنها محدودة، إذ تضم أراجيح بالدرجة الأولى وبعض الألعاب مثل سكة القطار، غير أنها تتيح للأهالي مراقبة أطفالهم بشكل مباشر، ونظرا لقربها، يسمح بعض الآباء أيضا لأطفالهم بالذهاب إليها من دون اصطحابهم.
ويقول عارف حميدي، أحد سكان مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد": إنّ "مدن الألعاب الشعبية والكهربائية تضم أموراً إيجابية وسلبية في الآن نفسه، فهي قريبة من المنازل ورخيصة الثمن، ولكن لا يوجد فيها أمان كاف، وتضطر لمراقبة أولادك كي لا تضربهم أرجوحة أو يتعرضوا للأذى. أما الأماكن المخصصة للملاهي الكهربائية فهي بعيدة ومزدحمة ونسبة الأمان فيها أكبر، ولكن أسعار البطاقات غالية".
وتخفف الألعاب والملاهي الشعبية من ثقل المصاريف على كاهل الأهالي غير القادرين على تحمل تكاليف اصطحاب أطفالهم إلى الملاهي المخصصة والمجّهزة بسبب غلاء أسعارها، عكس الأولى التي لا تحتاج إلى إنفاق كثير ولا إلى وسائل مواصلات للوصول إليها.
ويأتي المواطن السوري ضياء بولاد برفقة أطفاله إلى الألعاب الشعبية في مدينة الدانا كونها أرخص تكلفة، ويمكن للأطفال قضاء وقت أطول فيها، كما يوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد".
فيما تقول الطفلة رغد خريس، لـ"العربي الجديد"، إنها تتردد باستمرار برفقة أبناء عمها على الملاهي الشعبية القريبة من المنزل وأهلها يطمئنون عليها هنا، أما الحدائق الكهربائية فهي بعيدة ولا يمكنها الذهاب إليها، وهنا تستطيع قضاء وقت أطول في اللعب من دون أن يشعر أهلها بالقلق.
أما الطفل محمد القش فيوضح لـ"العربي الجديد": "هذه الألعاب جميلة جدا وأتسلى باللعب فيها أنا ورفاقي طول اليوم، اللعبة هنا لا تكلفنا كثيرا"، مشيرا إلى أن والده يسمح له بالقدوم ما بين فترة وأخرى برفقة أصدقائه.