المغرب يعلن حالة "الطوارئ المائية" بسبب نقص الموارد وزيادة الاستهلاك

01 يوليو 2022
يعرف منحنى استهلاك المياه ارتفاعاً (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة التجهيز والماء في المغرب، اليوم الجمعة، أن البلاد في "حالة طوارئ مائية" جراء تناقص الموارد المائية وارتفاع  الاستهلاك.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ "المغرب في حالة طوارئ مائية، إذ في الوقت الذي تتناقص فيه الموارد المائية،يعرف منحنى استهلاك المياه ارتفاعاً بين المستخدمين".

وشددت على ضرورة "التوقف عن ممارسة أي شكل من أشكال تبذير الماء حفاظاً على الموارد الحالية، ومن أجل ضمان التوزيع العادل للمياه لفائدة الجميع".

إلى ذلك، أعلنت الوزارة عن إطلاق حملة لتوعية المواطنين بضرورة الحد من تبذير المياه، وذلك نظراً لوضعية الإجهاد المائي الذي تواجهه المملكة وبناء على قرارات حكومية.

وأوضحت أنّ الحملة التوعوية، التي ستمتد على مدى شهرين، بدأت مساء أمس الخميس، وتهدف إلى دق ناقوس الخطر في مواجهة الجفاف الذي يعرفه المغرب، وكذا رفع الوعي بين صفوف المواطنين حول حساسية الوضع.

وتعرض الحملة شهادات لأشخاص يحكون عن وضعهم الحالي وأزمة الماء، وكذا عواقب نقص المياه على سير حياتهم اليومية.

وتستهدف الحملة جميع شرائح المجتمع، سواء سكان الحواضر أو القرى والمزارعون. وستُبث الكبسولات (الدعايات) على القنوات العمومية وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز وعي المجتمع المغربي، من أجل رفع التحدي الجماعي أمام النقص الحاد في هذا المورد الحيوي.

من جهته، قال وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة، في تصريح صحافي، إنه علاوة على مختلف الإجراءات التي تتخذها الوزارة على المديين القريب والمتوسط لضمان تزويد السكان بالماء الشروب، "أصبحت المياه اليوم شحيحة وكل قطرة مهمة للغاية، وبالتالي، أضحى الاستهلاك المسؤول والمعقلن للماء عملاً مواطناً ودليلاً على التضامن الوطني".

وفي السنوات الأخيرة، بدأ المغرب ينوّع برامجه للحدّ من أزمة ندرة المياه، مع إصدار قوانين تضمن الحقّ في المياه لجميع المواطنين، لكنّ معطيات حديثة لوزارة التجهيز والماء كشفت عن أرقام مقلقة حول العجز المائي المسجّل على صعيد مختلف الأحواض المائية في البلاد.

وعلى الرغم من اعتماد المغرب، منذ سبعينيات القرن الماضي، على سياسة تشييد السدود بهدف تحقيق الأمن المائي، فإنّ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (مؤسسة حكومية) أقرّ بعجزه عن تزويد 54 مدينة ومركزاً بمياه الشرب في صيف 2022، في حين سوف تعرف مدينتا وجدة (شمال شرق) ومراكش (جنوب)، اللتان تتولى فيهما الوكالات وشركات التدبير المفوّض مهمة التوزيع، شحاً في مياه الشرب، الصيف المقبل.

وينتظر أن يواجه المغرب في الأعوام المقبلة مشكلة الإجهاد المائي في ظل عدم استقرار تساقط الأمطار، إذ ينتظر أن تصل حصة الفرد من المياه التي كانت 3 آلاف متر مكعب في ستينيات القرن الماضي، إلى 700 متر مكعب في 2025.

وكان المغرب قد وضع مخططاً للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي يمتد بين 2020 و2027، وينتظر أن تصل كلفة ذلك المخطط إلى 12 مليار دولار، إذ يتضمن إنجاز مشاريع لاستغلال المياه الجوفية في الأرياف، وتزويد سكان تلك المناطق بشاحنات صهريجية، بالإضافة إلى التوجه نحو إنشاء العديد من سدود تخزين المياه في الأعوام المقبلة.

المساهمون