تتجه السلطات الصحية في المغرب، للترخيص لاستعمال لقاحين جديدين، هما "سبوتنيك في" الروسي، و"جونسون أند جونسون" الأميركي، بعدما أعطت اللجنة العلمية للتلقيح ضد فيروس كورونا في المملكة، موافقتها على استعمالهما، في وقت تسود تخوفات من التحديات التي باتت تطرحها المنافسة الدولية على اللقاحات حيال وتيرة حملة التطعيم في البلاد.
وكشفت الإذاعة المغربية الرسمية، اليوم الثلاثاء، أنّ اللجنة العلمية للتلقيح اتخذت قراراً بتنويع اللقاحات المستخدمة في حملة التطعيم بالمغرب، بإعطاء الضوء الأخضر لاستعمال المغرب للقاحي "سبوتنيك في" و"جونسون أند جونسون"، وذلك كخطوة استباقية لتأمين اللقاحات الكافية لجميع المواطنين.
وكشف سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا، للإذاعة الرسمية، أنّ اللقاحين الجديدين لهما فعالية وأمان اللقاحات التي سبق للمغرب أن رخص لها، كما أنهما يتطلبان الخدمات اللوجستية نفسها التي اعتمدها المغرب مع لقاحي "أسترازينيكا" البريطاني و"سينوفارم" الصيني.
وقال إنّ اللجنة العلمية اعتبرت أنّ هذين اللقاحين فعالان وآمنان، ويمكن تخزينهما في درجات حرارة ما بين بين 2 و8 درجات مئوية، لافتاً إلى أن المصادقة الأخيرة يجب أن تأتي من مديرية الأدوية والصيدلة التابعة لوزارة الصحة.
وتمكن المغرب منذ بدء حملة التطعيم في أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، من تلقيح 4 ملايين من مواطنيه، بالاعتماد أساساً على لقاحي "سينوفارم" الصيني، و"أسترازينيكا" البريطاني.
وبينما يرتقب أن يعتمد قرار الترخيص للقاحين بشكل نهائي، خلال الأيام المقبلة، من قبل مديرية الأدوية لوزارة الصحة المغربية، عرفت وتيرة حملة التطعيم انخفاضاً واضحاً، خلال الأيام الماضية، بعدما انتقل عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم ضد كورونا من أكثر من 300.000 إلى أقل من 100.000 في اليوم.
وتُبدي السلطات الصحية تخوفها من التحديات التي باتت تطرحها المنافسة الدولية على اللقاحات، مقابل حرصها على إبقاء وتيرة حملة التطعيم على ما هي عليه في الوقت الحالي، والحيلولة دون حدوث انقطاع قد يؤثر على بلوغ المناعة الجماعية المنشودة بتلقيح 80% من المغاربة البالغين (18 سنة فما فوق).
وكشفت الوزارة، في بيان سابق، أنّ عملية التطعيم ستتم بصفة تدريجية، وستبدأ بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وهم مهنيو الصحة البالغون من العمر (40 سنة فما فوق)، والسلطات العمومية، والجيش الملكي، والعاملون في التعليم ابتداء من 45 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق، كما تشمل المرحلة الأولى المناطق التي تعرف عدداً مرتفعاً من الإصابات.
وقالت وزارة الصحة المغربية، إنه تم التعاقد على اقتناء كميات من اللقاح تكفي 33 مليون نسمة، في حين ينتظر أن يشارك في عملية التطعيم أكثر من 25 ألف فرد من الأطقم الطبية والتمريضية في المراكز والمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، والهلال الأحمر المغربي، مع إمكانية الاستعانة بطلبة الطب والمؤسسات المهنية لتكوين الممرضين.
وسيتم تنفيذ استراتيجية التلقيح على مدى 12 أسبوعاً بوتيرة 6 أيام عمل في الأسبوع، وبمعدل ما بين 150 إلى 200 لقاح في اليوم لكل عامل صحي، مع وضع نظام مداومة لضمان السير العادي للخدمات الصحية الأخرى.