المغرب: مطالبات بإعلان حالة طوارئ لمواجهة تغيّر المناخ

10 يوليو 2023
الجفاف مستمر في المغرب منذ ستّة أعوام وقد أثّر في مناحٍ عديدة (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -

 

تبرز من جديد مطالبات بإعلان حالة طوارئ في المغرب لمواجهة تغيّر المناخ، بالتزامن مع تسجيل موجة حرّ شديدة في البلاد، هي الثالثة من نوعها مع درجات حرارة تتراوح ما بين 37 و48 درجة مئوية، ابتداءً من اليوم الاثنين حتى يوم الجمعة المقبل.

وقد طالب عدد من الخبراء والجهات المهتمة بالبيئة، في الساعات الماضية، السلطات المغربية بإعلان "حالة طوارئ مناخية" لتجاوز سوء وضع البلاد في مواجهة تغيّر المناخ الذي ألقى بظلاله على العالم في السنوات الأخيرة، من خلال تسجيل كوارث كثيرة مرتبطة بالمناخ، في مقدّمتها الجفاف والإجهاد المائي والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

وفي هذا الإطار، قال الخبير البيئي ورئيس "جمعية مغرب أصدقاء البيئة" محمد بنعبو لـ"العربي الجديد" إنّ المطالبة بإعلان حالة طوارئ مناخية يأتي في سياق ما تعيش على إيقاعه المناطق المغربية، وسط تغيّر المناخ. وأشار إلى ندرة المياه والإجهاد المائي، والجفاف المستمر منذ ستّة أعوام الذي أثّر بوضوح في مناحٍ عديدة، خصوصاً في القطاع الزراعي، إذ تراجعت محاصيل عدد كبير من المزروعات، علماً أنّ "الزراعة أبرز القطاعات التي تستنزف المياه مع نحو 87 في المائة منها".

وأضاف بنعبو أنّ كلّ ذلك يأتي إلى جانب ما تعيشه البلاد اليوم من موجات حرّ متتالية سُجّلت فيها أرقام قياسية عدّة في عدد من المناطق، في مقدّمتها الرباط والقنيطرة والنواصر حيث فاقت 47 درجة مئوية، في حين من المتوقّع أن تصل درجة الحرارة خلال الموجة الحالية إلى 48 درجة مئوية في مناطق عديدة.

الصورة
أشجار برتقال يابسة بسبب الجفاف في المغرب (فاضل سنّا/ فرانس برس)
أشجار برتقال يابسة بسبب الجفاف في المغرب (فاضل سنّا/ فرانس برس)

وتابع بنعبو أنّ "هذا كله يدعو إلى إعلان حالة طوارئ مناخية، لا سيّما أنّنا نعيش اليوم كلّ مظاهر تغيّر المناخ. فتارة نعيش على إيقاع الجفاف وندرة المياه التي تنذر بشبح العطش الذي صارت تعاني منه مدن عدّة، وتارة أخرى على إيقاع حرائق الغابات التي أتلفت الصيف الماضي 22 ألف هكتار، وطوراً على إيقاع موجات حرّ متتالية تؤثّر بصورة كبيرة في الموارد المائية التي تتراجع بشكل دائم".

وأكد بنعبو أنّ "العوامل المذكورة تثبت أنّ البلاد تعيش على إيقاع تغيّر المناخ"، بالتالي فإنّه في حال إعلان حالة طوارئ مناخية سوف يكون من حقّ المغرب الولوج إلى صناديق التمويل المناخي على المستوى العالمي، من قبيل صندوق التمويل الأخضر للمناخ وغيره من الصناديق التي تمّ تناولها في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 27) الذي عُقد في شرم الشيخ المصرية في عام 2022، وذلك للتعويض عن الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ.

وأوضح بنعبو أنّ "ثمّة جهوداً كبيرة تُبذل على مستوى الحكومة وكذلك من خلال التدخّلات القطاعية، غير أنّ إعلان حالة طوارئ مناخية سوف يساهم في التعجيل بعدد من المشاريع، أسوة بما يجري حالياً منذ الإعلان عن حالة طوارئ مائية في العام الماضي. فقد رأينا منذ ذلك الحين كيف سُرّعت وتيرة إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر وبرمجة سدود أخرى، كخطوة استباقية لمواجهة السيناريوهات المناخية المحتملة".

يأتي ذلك، في وقت أفاد فيه تقرير حديث أصدرته الوكالة الدولية للطاقة بأنّ السيناريوهات المناخية تشير إلى أنّ ارتفاع درجة الحرارة مستمرّ في المغرب حتى نهاية هذا القرن، وأنّ البلاد قد تعاني من موجات حرارة أكثر تواتراً وشدّة في حال لم تُخفَّف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تزداد تركيزاً.

ومن المتوقع، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة الصادر في الشهر الماضي، أن يصل متوسّط الزيادة السنوية في درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وإلى 1.8 درجة مئوية مع حلول عام 2050.

وكانت هيئتان مغربيتان تنشطان في مجال البيئة قد طالبتا، في ديسمبر/ كانون الأول 2022، مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان) بإعلان "حالة طوارئ مناخية" من أجل تجاوز سوء وضع البلاد في مواجهة تغيّر المناخ. وقد دعت "جمعية مغرب أصدقاء البيئة" و"حركة الشبيبة من أجل المناخ"، من خلال عريضة أطلقتاها بدعم من منظمة "غرينبيس" الدولية، إلى الإقرار الرسمي بتأثير تغيّر المناخ في المغرب، من قبيل الإعلان عن حالة طوارئ مائية، وأوضحتا أنّ البلاد تشهد كوارث كثيرة مرتبطة بالمناخ.

لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.

المساهمون