المغرب: انطلاق امتحانات البكالوريا وسط إجراءات مشددة لمنع الغش

انطلقت امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في المغرب، اليوم الثلاثاء، بمشاركة أكثر من أربعمائة ألف تلميذ، وسط تدابير مشدّدة لمواجهة الغش الذي تحوّل إلى تحدّ للسلطات التعليمية؛ فهو تفاقم وبلغ مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، لا سيّما مع اللجوء إلى وسائل إلكترونية حديثة للقيام بذلك.

وفتحت مراكز الامتحانات أبوابها في كلّ المناطق، صباح اليوم، لاستقبال المرشّحات والمرشحين لاجتياز الدورة العادية للامتحان الوطني الموحّد بهدف نيل شهادة البكالوريا. وقد وصل عدد التلاميذ المرشّحين إلى 426 ألف تلميذ، الأمر الذي يعني زيادة بنسبة 18 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، علماً أنّ 10 في المائة منهم يتابعون تعليمهم في القطاع الخاص و43 في المائة في برامج دولية.

وقد هيّأت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب 1753 مركزاً للامتحانات على مستوى الأكاديميات، وأعدّت أكثر من 800 موضوع لكلّ المؤسسات في ما يخصّ الدورتَين العادية والاستدراكية، بالإضافة إلى مواضيع "مكيّفة" تهمّ 21 برنامجاً تخصّ المرشحين والمرشحات من ذوي الإعاقة.

ومن أجل تأمين إجراء امتحانات البكالوريا في ظروف آمنة، فُرضت إجراءات خاصة لمنع محاولات تسريب الامتحانات والغش، من بينها اعتماد لجان خاصة مزوّدة بمعدّات للكشف عن الوسائط الإلكترونية والهواتف الخلوية في مراكز الامتحانات.

وقبل أسبوع من انطلاق الامتحانات، توعّد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى بمحاربة الغشاشين، في جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، مشدّداً على حرص وزارته على تطويق الغش بكلّ وسائله، بما فيه الإلكتروني.

طلاب وشباب

التحديثات الحية

المغرب: تعميم تدريس الإنكليزية ابتداءً من المرحلة الإعدادية

كذلك كانت لافتة "الحرب الاستباقية" التي شنّها الأمن المغربي على مروّجي معدّات وتجهيزات إلكترونية مهرّبة تُستخدَم في عمليات الغش. ولعلّ آخر فصول تلك الحرب هو اعتقال طالب يبلغ من العمر 25 عاماً، أمس الإثنين، متلبّساً بحيازة وترويج معدّات يُشتبه في استخدامها في الغش في الامتحانات وهي 302 بطاقة إلكترونية، و133 جهازاً إلكترونياً خاصاً بقراءة هذه البطاقات، و20 قلماً مجهّزاً بشرائح خلوية، بالإضافة إلى 300 سماعة لاسلكية دقيقة، و119 سلكاً كهربائياً للشحن.

وتجري الدورة العادية للامتحان الوطني الموحّد لنيل شهادة البكالوريا في أيام السادس والسابع والثامن من يونيو/حزيران الجاري بالنسبة للأقطاب الثلاثة العلمي والتقني والمهني، وفي يومَي التاسع والعاشر من الشهر نفسه لقطبَي الآداب والتعليم الأصيل، في حين حُدّدت الدورة الاستدراكية لكلّ الشعب والمسالك من الخامس إلى الثامن من يوليو/تموز المقبل.

ومن المتوقع أن يُعلَن عن نتائج شهادة البكالوريا في الأوّل من يوليو/تموز المقبل، في حين تُعلَن نتائج الدورة الاستدراكية في الـ22 من الشهر نفسه.

وكان بنموسى قد أفاد، أمس الإثنين، في مجلس النواب بأنّ مجموعة من الإجراءات اتُّخذت لضمان إجراء هذه الامتحانات في أفضل الظروف، مؤكداً أنّ وزارته عبّأت مختلف المتدخّلين للإحاطة بهذه الامتحانات وإصدار دلائل ذات صلة، ومواكبة التلاميذ والتلميذات عبر تقديم الدعمَين التربوي والنفسي من أجل مساعدتهم في اجتياز هذا الاستحقاق.

كذلك كشف بنموسى حرص وزارته في الوقت نفسه على محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات، من خلال عمليات توعية وتنسيق مع السلطات الإقليمية والأمنية لمكافحة ومنع الغش بكلّ أشكاله ووسائله المادية والإلكترونية، وتعبئة الشركاء، خصوصاً الأمهات والآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، من أجل توعيتهم بخطورة هذه الظاهرة وعواقبها القانونية، إلى جانب الرفع من مستوى تأمين شهادة البكالوريا.