استمع إلى الملخص
- وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بذلت جهوداً كبيرة لتوفير الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات، مع تأكيد الوزير شكيب بنموسى على الإجراءات التنظيمية واللوجستية المتخذة.
- تم تشديد الرقابة وتطبيق قانون صارم ضد الغش باستخدام وسائل متطورة، مع الإعلان عن ضبط عدة أشخاص متورطين في محاولات الغش، وتستمر الامتحانات حتى 13 يونيو مع توقعات بتحسين الإجراءات لضمان العدالة والنزاهة.
انطلقت امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في المغرب، اليوم الاثنين، بمشاركة ما يقارب 500 ألف تلميذ، بعد عام دراسي استثنائي جراء ما عاشه قطاع التعليم من احتقان وإضرابات استمرت لثلاثة أشهر، على خلفية رفض آلاف الأساتذة النظام الأساسي لموظفي قطاع التربية الوطنية.
ومنذ الساعة الثامنة من صباح اليوم، فتحت مراكز الامتحانات أبوابها في كل المناطق، لاستقبال المرشحات والمرشحين لاجتياز الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد بهدف نيل شهادة البكالوريا. وقد وصل عدد التلاميذ المرشحين إلى ما مجموعه 493 ألفاً و651 مترشحة ومترشحاً، منهم 373 ألفاً و374 من المترشحين المتمدرسين و120 ألفاً و277 من المترشحين الأحرار.
امتحانات البكالوريا لم تخل من محاولات الغش
ووفرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب ألفاً و833 مركزاً للامتحانات، بمجموع قاعات بلغ 28 ألفاً و549 على الصعيد الوطني. كما تم إعداد 765 موضوعاً بخصوص الدورتين العادية والاستدراكية، من بينها 333 موضوعاً مكيفاً للمترشحين في وضعية إعاقة، وتعبئة 49 ألف مكلف بالمراقبة لتعزيز تكافؤ الفرص، وفق بيان للوزارة.
وفي السياق، قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الاثنين، عقب زيارته مركز الامتحان بالثانوية التأهيلية ابن الرومي، بعين عودة القريبة من العاصمة المغربية، إن المنظومة التربوية وفرت كل الظروف الملائمة لتيسير اجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، برسم 2024، التي انطلقت اليوم بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، مؤكداً في تصريح للصحافة أن الوزارة حرصت على اتخاذ جميع الإجراءات التنظيمية واللوجستية اللازمة لإجراء الامتحان في أحسن الظروف.
وقبل انطلاق الامتحانات بدقائق قليلة عاد ملف الغش باستعمال وسائل متطورة إلى الواجهة، بعد نشر عدد من الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتطبيق "واتساب"، صوراً لامتحانات البكالوريا الخاصة باللغة العربية والفيزياء والكيمياء مع تقديم إجابات.
وبحسب مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له بالحديث للصحافة، فإن الأمر لا يتعلق بتسريبات، معتبرا، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن ما وقع هو محاولات غش محدودة، بعد انطلاق الامتحان وتوزيع المواضيع، ويتم ضبطها، سواء داخل قاعات الامتحانات، أو عبر عمليات التصحيح.
من جهته، قال رئيس "فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب"، نور الدين عكوري، لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على نشر عدد من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي للامتحانات: "حتى لو نجحت العملية خلال يوم الامتحان، رغم صعوبة ذلك تماماً، فإن أساتذة التصحيح يراقبون جيداً المعلومات الواردة، وهناك تعليمات صارمة لكشف أي ورقة يشتبه في أنها تعتمد على معطيات متطابقة مع أوراق أخرى أو مع معطيات واردة في مواقع معينة".
وأضاف: "عرف الغش في السنوات الماضية نسباً مقلقة، لكن مع الإجراءات الجديدة نتوقع أن يتم زجره تدريجياً في أفق القضاء عليه"، لافتاً إلى أن "جمعيات أولياء التلاميذ تقف في صف وزارة التربية الوطنية في هذه المرحلة، ليس ضد التلميذ الذي من مهامها الدفاع عنه، بل دفاعاً عن مصلحته وعن حق بقية التلاميذ في امتحانات تنافسية تكون كلمة الفصل فيها للاجتهاد والعمل الجاد".
ومع اقتراب موعد الامتحانات المدرسية، وخصوصا امتحانات البكالوريا، يكثر بيع الأدوات التكنولوجية المتطورة الموجهة إلى التلاميذ من أجل الغش، وتتنامى حملات تسويقها على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من المراقبة الصارمة التي تقوم بها السلطات ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للحد من ترويجها واستخدامها للغش.
وتتعدد الوسائل الإلكترونية المتداولة في الغش، أبرزها عدسة "vip pro"، وهي عبارة عن سماعات لاسلكية تعمل عبر تقنية البلوتوث، وتشهد عملية بيعها إقبالاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصل سعرها إلى ما بين 650 و1200 درهم (ما بين 65 و120 دولاراً).
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد اضطرت أمام التحدي الذي فرضه الغش الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة، إلى وضع قانون للغش صدر في عام 2016، ويتضمن عقوبة السجن ما بين ستة أشهر وخمسة أعوام، وغرامات مالية تراوح ما بين 5000 درهم (نحو 500 دولار أميركي)، وعشرة آلاف درهم (نحو 1000 دولار أميركي)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، من دون الإخلال بالعقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي.
وتفرض وزارة التربية الوطنية سنوياً إجراءات خاصة لضمان نجاح امتحانات البكالوريا ومنع محاولات تسريب مواضيع الامتحانات أو الغش، من بينها اعتماد لجان خاصة مزودة بمعدات للكشف عن الوسائط الإلكترونية والهواتف النقالة داخل مراكز الامتحانات.
وقبل انطلاق امتحانات هذه السنة، شنت السلطات الأمنية في المغرب حرباً استباقية ضد مروجي المعدات والتجهيزات الإلكترونية المهربة التي تستخدم في عمليات الغش، فيما تم الإعلان أول من أمس السبت، عن ضبط 66 شخصا، من بينهم أربع سيدات وستة قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال ومخالفات مرتبطة بالغش في الامتحانات المدرسية والمشاركة فيها، خلال الامتحانات الجهوية الموحدة للباكالوريا، برسم العام الدراسي 2023-2024، التي جرت الأسبوع الماضي.
وستستمر امتحانات الباكالوريا إلى غاية 13 يونيو/ حزيران الجاري، على أن يتم الإعلان عن نتائج هذه الدورة يوم 26 من الشهر الحالي، فيما ستجرى الدورة الاستدراكية أيام 10 و11 و 12 و 13 يوليو/ تموز المقبل، ويعلن عن نتائجها يوم 19 من الشهر نفسه.