المشاكل الأسرية وراء تفاقم جرائم القتل في الحسكة السورية

25 مارس 2021
الزواج المبكر وغياب التفاهم بين الزوجين يزيد المشاكل (Getty)
+ الخط -

أثارت جريمة القتل التي ارتكبت بحق الشابة السورية نوجين خليل، مؤخراً، في ريف محافظة الحسكة، حالة من الغضب الشعبي وتساؤلات حول المشاكل الأسرية التي تنتج عنها مثل هذه الجرائم، منها الزواج المبكر وغياب التفاهم بين الزوجين، فضلاً عن دور الأهل في حلّها والتدخل لضبطها والحيلولة دون تفاقمها.

وعن تداعيات المشاكل الأسرية، قالت المختصة في مجال التربية مريم عيسى لـ"العربي الجديد: "لعل عدم التعلم وعدم الذهاب إلى المدرسة لا يترك خيارات كثيرة للشخص في الحياة، وسرعان ما يلتحق إما بسوق العمل دون أي خبرة وفي عمر مبكر قد لا يصل إلى 10 سنوات، كصانع أو أجير ويوازي ذلك التفكير في الزواج وإنشاء أسرة، فنكون أمام عدة حالات أو ظواهر هي نتاج العادات والتقاليد والجهل، ومن الطبيعي أن نجد أنفسنا أمام مشاكل معقدة أو مركبة  أقلها الخلافات العائلية والعنف المنزلي والطلاق، وما يترتب عليه من خلافات على حق الحضانة والمهر من مقدم ومؤخر".

ولفتت عيسى إلى أن جريمة القتل التي وقعت بحق نوجين خليل، يجب الوقوف عندها على أنها ليست الحالة الأولى وليست الأخيرة، مضيفة "بالنسبة للخلافات التي تحصل في العائلة الواحدة وتتفاقم لدرجة يصعب على الزوجين السيطرة عليها، يجب أن يلجأ الزوجان لطرف ثالث محايد قادر على التدخل والإرشاد لإيجاد حل عقلاني ومعالجة المشكلة، بعيدا عن التعصب أو الانحياز لأحد الزوجين، وهذا الأمر يتطلب وعيا كبيرا، للأسف في كثير من الأحيان يفتقد في التعامل مع هذه المشاكل".

بدوره، يقول علي الحسين لـ"العربي الجديد" "للضغوطات الاجتماعية أثرها في المشاكل الأسرية، الحالة المادية والنفسية وظروف عدم الاستقرار التي تعاني منها عوائل كثيرة في المنطقة، والعنف الأسري وحتى جريمة القتل التي ارتكبت بحق نوجين هي نتيجة لهذه الضغوطات"، مضيفاً " المشاكل الزوجية تحدث والخلافات أمر متعارف عليه بين أي زوجين، ودور الأهل يجب أن يكون توعويا يصب في حل الخلاف، والجريمة التي ارتكبت بحق نجين جريمة بشعة وهي نتيجة غياب وعي وإدراك، الأسرة ستعيش مفككة والأحفاد ستكون نظرتهم للجدّ على أنه قاتل".

وعبر الأهالي عن رفضهم للجريمة البشعة التي ارتكبت بحق نوجين خليل التي كانت تقيم في منزل عائلة زوجها بقرية "دير غصن" في منطقة المالكية شمالي محافظة الحسكة.

وأوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن الضحية تبلغ من العمر 27 عاما، ولها ثلاث بنات وابن واحد، وكانت تقيم في منزل عائلة زوجها منذ سنوات، وفي العام الماضي غادرت مع زوجها وأطفالها إلى إقليم كردستان العراق، وقبل أشهر قرر زوجها الزواج من امرأة ثانية، فعادت مع أطفالها إلى منزل عائلة زوجها.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وأوضح المصدر أن الضحية طالبت بالحصول على مسكن خاص بها و بأطفالها، لكن والد زوجها رفض، فلجأت للقضاء، وكان قرار المحكمة لصالحها، بحقها في حضانة أبنائها، وفي ردة فعل من والد زوجها عباس همكي، وهو رجل سبعيني، أقدم يوم 23 مارس /آذار على قتلها بثلاث رصاصات من بندقية وفارقت الحياة على إثرها وتسلم شقيق والدها جثتها كونه الوحيد الذي بقي لها من عائلتها، حيث إن باقي أفراد العائلة خارج سورية.

ووفقا لإحصائية صدرت عن مجلس العدالة في الإدارة الذاتية في ديسمبر/ كانون  الأول 2020، وقعت 5 جرائم قتل إضافة لحوادث انتحار بلغ عددها 29 حادثة، و8 محاولات انتحار و19 جريمة اغتصاب، كما سجلت الإحصائية 467 حالة ضرب وإيذاء و351 حالة زواج للقاصرات، إضافة لجرائم أخرى.

المساهمون