المساعدات الإنسانية للشمال السوري عبر الحدود رهينة "الابتزاز الروسي"

16 ديسمبر 2022
قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة عبر معبر باب الهوى (أحمد الأطرش/فرانس برس)
+ الخط -

تقترب آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، المتعلقة بالقرار رقم 2624 الصادر عن مجلس الأمن هذا العام، من الانتهاء في العاشر من يناير/ كانون الثاني في العام المقبل، وذلك خلال أقل من 25 يوماً. 

وأوضح فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان صدر عنه، اليوم الجمعة، أن انتهاء التفويض يتزامن مع ذروة الاحتياجات الإنسانية بالمنطقة في ظل انخفاض درجات الحرارة، وهذا بدوره يحدّ من قدرة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على التعامل مع الوضع الإنساني الحالي، ويضع المنطقة أمام احتمالات كثيرة، مع إصرار روسيا على إيقاف الآلية الحالية المعمول بها منذ عام 2014.

وقارن البيان بين كمية المساعدات عبر خطوط التماس وتلك الواصلة للمنطقة عبر الحدود، موضحا أن عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر خطوط التماس منذ بداية القرار هو 64 شاحنة، جاءت إلى المنطقة على أربع دفعات، وتتجاوز المدة الزمنية بين كل دفعة وأخرى أكثر من شهر.

أما عدد الشاحنات الإغاثية الواردة عبر الحدود منذ بداية القرار فهو 8275 شاحنة حتى الآن. كما تشكل نسبة المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس 0.77 % من إجمالي المساعدات، فيما تبلغ نسبتها عبر الحدود 99.23%.

أما طبيعة المساعدات، فإنها غذائية بالمجمل، إضافة لنوعيات محدودة من المساعدات عبر خطوط التماس، أما تلك القادمة عبر الحدود، فإن 73 بالمائة منها غذائية، و2.5 بالمائة منها طبية، و12 بالمائة منها خاصة بالمخيمات، و5 بالمائة منها خاصة بالنظافة، و3.5 بالمائة منها تخص مشاريع المياه والإصحاح، إضافة لـ4 بالمائة مشاريع في المنطقة.

وشدد البيان على أن نسبة المساعدات في الوقت الحالي لا تتجاوز 33 بالمائة من المساعدات المطلوبة.

بدوره، أوضح مدير الفريق محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن "المنطقة غير قادرة على تحمل أعباء توقف المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين فقط، بحال توقف القرار الأممي الحالي، ويجب بذل جهود لضمان تدفق  المساعدات الإنسانية دون انقطاع أو تعطيل روسي".

ولفت إلى أن المخاوف كبيرة من أن تتمكن روسيا من إيقاف المساعدات للمنطقة وتحويلها عبر مناطق سيطرة النظام، ما يعرّض السكان في الشمال السوري ليكونوا رهينة لروسيا والنظام في ذلك.

عبد الخالق البدلي، مدير منظمة "تكافل الشام" في الداخل السوري، شدد بدوره على خطورة إيقاف المساعدات الإنسانية عن الشمال السوري، لافتا خلال حديث لـ"العربي الجديد" أن روسيا ستحاول عرقلة أي قرار جديد بهذا الخصوص، وستعيد تهديد 5 ملايين شخص في المنطقة هم في حاجة ماسة لهذه المساعدات، مضيفا: "سيحرم مليونا شخص من المساعدات، ويحرم 2.5 مليون من الحصول على المياه الصالحة للشرب، إضافة لنقص في قطاع الصحة".

وكان مجلس الأمن قد أصدر قراراً للمرة الأولى بتقديم المساعدات عبر الآلية في قرار حمل الرقم 2165 عام 2014، وفي حينه وافق على تقديمها من أربعة معابر حدودية (تركية وعراقية وأردنية). ومنذ يوليو/تموز 2020، جرى التجديد لمعبر واحد فقط، هو باب الهوى الحدودي مع تركيا.

المساهمون