أعلنت الأمم المتحدة ، أمس الاثنين، أن صندوق سورية الإنساني التابع لها خصص مبلغ 30.8 مليون دولار أميركي تحت بند "الاستجابة للاحتياجات المتزايدة بسرعة للناس في سورية"، وهذا المبلغ يأتي أقلّ بأضعاف من حاجة مناطق شمال غربي سورية الأشدّ حاجة، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء.
ورغم الحديث عن شمول المبلغ كافة المناطق السورية، إلا أنه لا إيضاحات حول آليات توزيعه وكيفية تلبية احتياجات المناطق، حيث شكك محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، في كيفية توزيع المبلغ، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن تخصيص مبلغ 30.8 مليون دولار حدث فعليا وفق ما بيّن المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لسورية عمران ريزا، وقال: "طالبنا بإيضاحات من أجل توزيع هذه الأموال، لكن إلى الوقت الحالي لم نتلق أي رد عن الآلية وكيفية التوزيع، وهناك مشكلة أخرى تواجهنا، إذ لا يتكلم عمران ريزا بإنصاف"، مشككا في حياديته.
محمد حلاج: نشكّ أن نسبة كبيرة من المبلغ المخصص ستذهب لمناطق سيطرة النظام السوري
وأردف حلاج أنه عند الطلب من ريزا اتخاذ موقف بشأن مجزرة الباب التي حدثت 20 أغسطس/ آب، وجه تركيزه لمناطق أخرى، وقال حلاج: "نشكّ في أن نسبة كبيرة من المبلغ المخصص ستذهب لمناطق سيطرة النظام السوري. أيضا تواجهنا مشكلة وهي توجيه قسم من الدعم لمشاريع غير ضرورية، على حساب الشيء المستعجل والضروري، وهو في الوقت الحالي استجابة الشتاء، يجب أن تكون المبالغ المخصصة أكبر بكثير ولا نعرف ما هي المبالغ المخصصة لمناطق شمالي سورية، إضافة أن مبلغاً كهذا، بحال اعتبرناه رواتب لمعلمي مناطق شمال غربي سورية، لن يسد رواتبهم لأكثر من 4 أشهر. الاحتياجات كبيرة والعطاء بالقطّارة".
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن صندوق سورية الإنساني خصص مبلغ 30.8 مليون دولار أميركي استجابة للاحتياجات المتزايدة بسرعة للناس في سورية، حيث إن 14.6 مليون سوري بحاجة للمساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية، بزيادة 1.2 مليون عن عام 2021، ووفق بيان مكتب شؤون التنسيق الإنسانية، فإنه وبفضل المساهمات السخية وفي الوقت المناسب من 12 جهة مانحة في عام 2022، والتي بلغ مجموعها 37.3 مليون دولار، سيصل هذا التخصيص من الصندوق إلى بعض الأشخاص الأكثر ضعفا في سورية، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة والنساء الحوامل.
وبحسب البيان، فهناك أولوية أولى وهي تعزيز الاستجابة التغذوية، من خلال المساعدات الغذائية متعددة القطاعات في المناطق التي تعاني من أعلى درجات الاحتياجات من حدة وضعف الوصول، وستركز الاستجابة على معالجة المحددات الرئيسية لسوء التغذية بتخصيص 8.1 ملايين دولار.
أما الأولوية الثانية وفق البيان، فتكمن في تعزيز تقديم المساعدات الإنسانية ذات الأولوية المخطط لها بإطار الإستجابة الإنسانية للفترة ما بين 2022 و2023، في مناطق الاحتياجات القصوى والكارثية باعتماد مقياس الشدة 4 و5، والتغطية المنخفضة للاستجابة. وتركز الاستجابة على تعزيز القدرة على الصمود (22.7 مليون دولار).
وقال ريزا في البيان: "لقد شهدنا زيادة كبيرة في انعدام الأمن الغذائي مع ما ترتب على ذلك من ارتفاع في معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الفئات الأكثر ضعفا. ويهدف هذا التخصيص إلى تلبية احتياجات المجتمعات الأكثر تضررا، وهو ممكن فقط بفضل سخاء الجهات المانحة للصندوق".
وبلغ عدد المخيمات الكلي وفق الفريق 1633 مخيماً، بعدد أفراد وصل إلى نحو مليون و811578، وبلغ عدد المخيمات العشوائية 514 مخيماً، بعدد أفراد 311782.