أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنّ تقديراته الأولية تشير إلى اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ما لا يقلّ عن 200 امرأة وطفل، من بين أكثر من 3000 عملية اعتقال مسجّلة في خلال الحرب المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
أضاف المرصد الذي يتّخذ من مدينة جنيف السويسرية مقراً له، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، أن لا معلومات رسمية متوافرة عن مواقع احتجاز هؤلاء النساء والأطفال أو عن ظروف احتجازهم أو التهم الموجّهة إليهم.
وأشار المرصد إلى عدم توافر "إحصاءات دقيقة لعدد المعتقلين من قطاع غزة حتى هذا اليوم، وذلك نظراً إلى حوادث الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في داخل القطاع، فضلاً عن صعوبة تلقّي البلاغات بسبب تشتّت العائلات وانقطاع الاتصالات والإنترنت شبه الدائم".
وتناول المرصد الأورومتوسطي خطورة "اختطاف ضابط إسرائيلي رضيعة فلسطينية من داخل منزلها في قطاع غزة، بعد مقتل أفراد عائلتها في غارة إسرائيلية". وأعرب عن "خشيته وقلقه البالغَين بألا تكون حادثة الرضيعة حالة منفردة"، لافتاً إلى أنّ شهادات تلقّاها أشارت إلى "احتجاز أطفال فلسطينيين ونقلهم من دون معرفة مصيرهم في وقت لاحق".
وطالب "الأورومتوسطي" المجتمع الدولي بـ"إلزام إسرائيل بتسليم الطفلة التي أقرّ الضابط الإسرائيلي باختطافها، ولا يُعرف مصيرها أو مكانها حتى الآن، والكشف عن كلّ حالات الخطف والنقل القسري التي ارتُكبت ضدّ أطفال فلسطينيين وتسليمهم لعائلاتهم فوراً".
وأمس الثلاثاء، قدّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي معلومات تتناقض مع رواية أحد جنودها بشأن اختطاف رضيعة فلسطينية من منزل في قطاع غزة. وأفادت قوات الاحتلال بأنّ بعد التحقيقات التي أُجريت في الموضوع، لم يثبت "أخذ أيّ رضيعة فلسطينية من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل".
ويوم الأحد الماضي، كشف الجندي شاحار مندلسون عن حادثة الخطف خلال حديث إلى إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن صديقه الضابط في لواء غفعاتي، هارئيل إيتاخ، الذي قُتل في معارك شماليّ قطاع غزة في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ورداً على سؤال بشأن الرضيعة الفلسطينية، قال مندلسون: "لقد تحدّث إيتاخ مع أحد الأصدقاء في خلال فترة خدمته في غزة، وقال له إنّه سمع صوت بكاء رضيعة في أحد المنازل التي دخل إليها وقرّر إرسالها إلى إسرائيل".
ولم يشر الجندي إلى موقع المنزل الذي وجد فيه إيتاخ الطفلة الفلسطينية في قطاع غزة. وبخصوص ترجيح استشهاد عائلة الرضيعة في قصف إسرائيلي، ردّ مندلسون: "صحيح".
ولم يوضح الجندي ولا إذاعة جيش الاحتلال مصير الرضيعة الفلسطينية.
وكان موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي قد نقل عن أحد أصدقاء الضابط قوله في خلال جنازته: "أخبرني هارئيل بأنّه سمع بكاء طفلة في غزة، وتأكّد من نقلها إلى مستشفى في إسرائيل لتلقّي العلاج"، من دون ذكر اسم المستشفى.
ولم يذكر أيّ من الجنديَّين سبب عدم تسليم الضابط الطفلة للمستشفيات الفلسطينية أو العائلات القريبة من المنزل.
(الأناضول)