حذّر المجلس الدولي للممرضات والممرضين، الخميس، من أن ثقل أعباء العمل ونقص الموارد والتوتر المهنيّ تدفع طاقم التمريض إلى مغادرة المهنة، إضافة إلى وفاة ما لا يقلّ عن ثلاثة آلاف منهم نتيجة فيروس كورونا.
ويعتبر المجلس، الذي يتخذ جنيف مقراً، ويمثل أكثر من 130 اتحاداً وطنياً يزيد عدد أعضائها في العالم عن 27 مليون ممرضة وممرض، أن تأثير كورونا في نقص عدد الممرضين وتقاعد عدد منهم يهدد مستقبل المهنة، التي صارت تتعرض لضغط إضافي منذ عام.
والمجلس، الذي يوصي طاقم التمريض بالتلقيح ضد كورونا، يعلم بوفاة ثلاثة آلاف ممرضة وممرض، لكنه يقدّر أن العدد أعلى مما تكشفه الاحصائيات الرسمية، وفق ما جاء في تقرير له بعد عام من تصنيف منظمة الصحة العالمية المرض كجائحة.
وقالت رئيسة المجلس، أنيت كينيدي، في بيان، إنها "قلقة للغاية بشأن حالة مهنة التمريض، نتيجة الصدمات العقليّة والجسديّة التي تعرضت لها الممرضات والممرضون طوال العام الماضي، ونتيجة وجود خطر معاناة عدد منهم من اضطراب ما بعد الصدمة".
On #Bioethics & #COVID19 #pandemic conference ICN President @AnnetteMKennedy reiterates: “There is not enough justice in #healthcare access, this has been seen in the COVID-19 #vaccination of richer countries, leaving the vulnerable & even #hcw behind. Govts need to take action.” pic.twitter.com/6G2CFBMAgQ
— ICN (@ICNurses) March 11, 2021
وأضافت أنّ "الضغط على الممرضات والممرضين غير مقبول، وليس من المستغرب أن يشعر الكثير من زملائنا المتضررين بأنهم لم يعد بإمكانهم الاستمرار في أداء الوظائف التي يقدّرونها".
"ضغط لا يطاق"
بدأ العالم مواجهة الجائحة في وجود نقص بنحو ستة ملايين ممرضة وممرض، وذلك دون النظر إلى سوء تجهيز النظام الصحي لحالة الطوارئ العالمية، إذ افتقدت دول عدة إلى أسرة إنعاش وأجهزة تنفس اصطناعي وتكنولوجيات أخرى، ناهيك عن غياب ما يكفي من تجهيزات الوقاية.
وأدى ذلك لتعرض طاقم التمريض إلى "ضغط لا يطاق"، لدرجة تسجيل ارتفاع كبير في عدد الممرضات والممرضين الذين ينوون مغادرة المهنة، وحذر المجلس الدولي من وجود احتمال لـ"رحيل" الطاقم.
وكشفت دراسة أجراها المجلس الدولي للممرضات والممرضين أن نحو اتحاد من كل ستة في 60 بلداً، شملته الدراسة، سجّل ارتفاعاً في عدد المغادرين لمهنة التمريض، كما يفكر آخرون في التقاعد بعد الجائحة.
وبالنسبة للمدير العام للمجلس الدولي، هاورد كاتون، تظهر المعطيات الجديدة أن صعوبة الإبقاء على طاقم التمريض الخبير وعالي المستوى، نتيجة الجائحة التي توقع القطاع حصولها منذ وقت طويل، صار واضحاً.
وقال "بعد مرور عام، أصبحت الممرضات والممرضون على حافة الهاوية، تأثير كورونا على الرعاية التمريضية حقيقي للغاية، فهو يشكل تهديداً وشيكاً على سلامة أنظمتنا الصحية وصلابتها، وهو تهديد يمكن أن يتفاقم أكثر".
وقدّر المجلس الدولي أن تأثير كورونا في النقص الحالي في طاقم التمريض، وخروج أربعة ملايين ممرضة وممرض على التقاعد بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدي إلى تراجع عدد الطاقم بعشرة ملايين من بين 27 مليون ممرضة وممرض في العالم، واعتبر أن هذه التوقعات القاتمة يجب أن تحضّ الحكومات على الاستثمار في القطاع قبل فوات الأوان.
ودعا المجلس الدولي للممرضات والممرضين الحكومات إلى عدم الاكتفاء بالتوظيف، بل عليها اتخاذ تدابير لتجنّب رحيل طاقم التمريض الخبير، لأن تدريب ممرضة أو ممرض يتطلب بين ثلاثة وأربعة أعوام، وزمناً أطول حتى يكتسبوا الخبرة الضرورية ليصيروا متمرسين في مجالهم.
(فرانس برس)