يحدّ انتشار المتحور "دلتا" في مناطق شمال غرب سورية، من قدرات القطاع الصحي الذي بات مهددا بالانهيار مع الارتفاع المستمر في أعداد المصابين في العناية المركزة بمشافي المنطقة، التي تعاني من ضعف في الإمدادات، وتراجع الدعم، بالتزامن مع موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا.
وقال مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم، الطبيب محمد سالم، إن الوضع الصحي في المناطق المحررة في شمال غرب سورية خطير في الوقت الحالي، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ومعظم الإصابات المسجلة بالمتحور دلتا، وبنسبة 70 في المائة، وانتشار المتحور دلتا أخطر، إذ إنه يصيب كافة الفئات العمرية، ويشكل خطورة على كبار السن".
وأضاف سالم: "يمكن أن نقول إن المنطقة تشهد موجة ثالثة من الفيروس، فأعداد الإصابات اليومية تقارب الألف، وتستقبل المشافي يوميا نحو خمسين مصابا جديدا، وهذا يشكل ضغطا كبيرا، وبعد فترة لن تكون هناك إمكانية لاستيعاب حالات العناية المشددة قي المشافي".
وأوضح أن هناك عدة أسباب تساهم في تفشي الفيروس في المنطقة، من بينها غياب الإجراءات الاحترازية، وندرة الالتزام بالكمامة، والتجمعات، كما أن "هناك أكثر من مليون ونصف المليون شخص في المخيمات، وهذا يزيد من صعوبة الإجراءات الوقائية، وأكثر المناطق خطورة هي إدلب، ومنطقة حارم، ومخيمات الدانا وعفرين، ولا نعرف ما الذي سيحدث في الأيام المقبلة، لأن أعداد الإصابات في تزايد، ولا يوجد أي تدخل لكبح العدوى حتى الوقت الحالي".
وأكد الطبيب أنه يوجد تواصل يومي مع منظمة الصحة العالمية، بهدف الضغط على المانحين لزيادة الدعم الطبي، لأن معظم مراكز العزل توقّف دعمها، وكذا معظم المشافي المخصصة لعلاج فيروس كورونا، وينبغي زيادة حصة الفرد من المياه، ومن سلات النظافة، لأن هذه الموجة تؤثر كثيرا على المخيمات.
وكشف فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان، أمس الجمعة، أن منطقة حارم في الريف الشمالي الغربي لمحافظة إدلب باتت "منطقة عالية الخطورة، بعد تسجيل 3125 إصابة بفيروس كورونا"، وتوقع البيان انفجارا في عدد الإصابات حال عدم تشديد القيود، داعيا الأهالي إلى الالتزام بإجراءات الوقاية.
وقال المهجّر من ريف حمص الشمالي، خالد أبو علي، المقيم في مخيم البركة قرب مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد"، إنه يحاول الالتزام بإجراءات الوقاية، لكنه في المقابل يجد أن هناك تجاهلا واضحا لتلك الإجراءات من قبل أفراد المجتمع المحلي.
ودعت جهات إنسانية محلية، المجتمع الدولي، إلى التحرك الفوري لتقديم الدعم للطواقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني، وتزويد المستشفيات بالمعدات والإمدادات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، لأن القطاع الطبي متهالك، وفي حاجة إلى دعم مستمر.