المتحف الوطني الأفغاني يعيد فتح أبوابه في عهد "طالبان"

06 ديسمبر 2021
لقطة قديمة من جولة في المتحف الوطني قبل سيطرة "طالبان" (روبرت نيكلسبرغ/ Getty)
+ الخط -

أعيد افتتاح المتحف الوطني في أفغانستان، ويبدو أنّ أعضاء حركة "طالبان"، الذين شقّوا طريقهم ذات مرّة عبر هذا الصرح لتدمير قطع لا يمكن تعويضها من التراث الوطني للبلاد، صاروا اليوم من بين أكثر زواره حماسة.

والمتحف الوطني، الواقع جنوب غربي كابول، ويضمّ قطعاً أثرية من العصر الحجري حتى القرن العشرين، فتح قبل أيام أبوابه من جديد للمرّة الأولى منذ سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان في منتصف أغسطس/ آب الماضي، وسط الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكان قد سُمح لمدير المتحف محمد فهيم رحيمي وموظفّيه بالاستمرار في مناصبهم حتى الآن، على الرغم من أنّهم مثل موظفين كثيرين في الخدمة المدنية في أفغانستان لم يحصلوا على رواتبهم منذ أغسطس/ آب الماضي.

وقال رحيمي إنّ حرّاس الأمن هم الوحيدون الذين استبدلوا بأشخاص آخرين، فيما تعمل الحركة حالياً على استبدال وحدة الشرطة التي اعتادت على حراسة المبنى، وكذلك على توفير حارسات أمن لتفتيش الزائرات.

ويستقبل المتحف حالياً ما بين 50 و100 شخص يومياً، فيما يشهد انقطاعاً متكرراً في الكهرباء. كذلك، تعطّل مولد الكهرباء الخاص بالمبنى، الأمر الذي ترك غرف عرض عديدة غارقة في الظلام.

وفي خلال إحدى الزيارات، كان عدد من عناصر حركة "طالبان"، بعضهم يحمل بنادق هجومية متدلية من أكتافهم، من بين الزائرين الذين استخدموا أضواء هواتفهم المحمولة للنظر في صناديق عرض من الخزف القديم وإلى أسلحة تعود إلى القرن الثامن عشر.

منصور ذو الفقار (29 عاماً) واحد من هؤلاء، وهو من ولاية خوست في جنوب غربي البلاد، وقد عُيّن أخيراً حارس أمن في وزارة الداخلية. يقول: "هذا جزء من تاريخنا القديم ولذا قدمنا لرؤيته".

وعند سؤاله عن  زيارته الأولى للمتحف، يؤكد: "أنا سعيد جداً"، معبّراً عن إعجابه بالتراث الوطني لبلاده.

ويلفت ذو الفقار إلى أنّه قضى 12 عاماً في سجن بولي شاركي سيئ السمعة في كابول، وهو أكبر سجن في أفغانستان. وقال أنّه في أثناء وجوده في السجن، أخبره شخص عن المتحف، فراح يحلم باليوم الذي يصير فيه قادراً على زيارته.

(أسوشييتد برس)

المساهمون