اللاجئ الأفغاني محمد زبير يخشى ملاحقة الشرطة الباكستانية

28 أكتوبر 2022
اللاجئ الأفغاني محمد زبير (العربي الجديد)
+ الخط -

مضى على وجود اللاجئ الأفغاني محمد زبير في باكستان نحو ثلاثين عاماً. إلا أن ذلك، بالإضافة إلى امتلاكه بطاقة لاجئ، لا يحول دون ملاحقة الشرطة له للحصول على نسبة من المال. ويقول إنّ عائلته لجأت إلى باكستان بسبب الحرب في بلاده، وتحديداً في ولاية بغلان (شمال البلاد) مسقط رأسه، تاركة وراءها بيتها وأراضيها.

عاشت أسرته في مدينة بشاور سنوات عدة في مخيم ناصر باغ، قبل أن تنتقل إلى مدينة راولبندي، ثم العاصمة إسلام أباد لاحقاً.
يضيف: "كان والدي يعمل في دكان صغير في بورد بازار في مدينة بشاور، إلا أن ما يتقاضاه لم يكن يكفيه لتأمين كل احتياجات الأسرة وتعليم أولاده. ترك عمله وراح يبحث عن آخر من دون أن ينجح. توجّه إلى مدينة راولبندي المجاورة لإسلام أباد حيث بعض الأقارب، وعمل سائقاً لسيارة أجرة، إلا أن عمله في إسلام أباد كان أفضل".
انتقلت أسرة زبير إلى إسلام أباد. وما يكسبه هو ووالده وشقيقه الأكبر زهير خان بالكاد يكفيهم لتأمين مصاريف البيت من بدل إيجار وكهرباء وغاز.  
يقول زبير إن "الحياة أصبحت صعبة للغاية. لدي طفلان يحتاجان إلى رعاية. والدي بات مسناً إلا أنه ما زال يعمل ليساعدنا في توفير احتياجات المنزل. كما أن والدتي مريضة وتحتاج إلى الدواء والرعاية بشكل دائم". يدفع حوالي 120 دولاراً شهرياً قيمة بدل إيجار المنزل، عدا رسوم الكهرباء والغاز. كما أنه يشتري أدوية شهرية لوالدته، بالإضافة إلى مصاريف العائلة والأطفال الأخرى.
يعمل في محل تجاري ويتقاضى 18 ألف روبية (نحو 70 دولاراً). وفي المساء، يقلّ الناس من مكان إلى آخر من خلال دراجة نارية تسمى بايكيا. يومياً، يذهب إلى عمله في السوق ثم يعود إلى بيته عند المساء، ليعود ويخرج مجدداً إلى العمل على دراجته النارية. ودائماً ما يخشى أن تعتقله الشرطة أو تعتقل أحد أفراد أسرته، علماً أنها كانت قد اعتقلت العديد من اللاجئين في كل من كراتشي وإسلام أباد وبشاور، من بينهم أطفال ونساء.

ويقول إنّ معاملة الشرطة الباكستانية للأفغان أصبحت سيئة جداً، وخصوصاً في الأيام الأخيرة.. "تلاحقنا عناصرها في كل مكان، وتعرف الأماكن التي يسكنها الأفغان أو يعملون فيها. تأتي وتعتقل اللاجئين بذريعة أو بأخرى وتأخذهم إلى مراكز الشرطة، ثم تفرج عنهم في مقابل مبلغ من المال، وهو ما يقلقنا كثيراً".

المساهمون