مع تراجع أعداد الفارين من أوكرانيا في اتّجاه الغرب، على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية، شجّعت حكومات بولندا ودول الجوار الأخرى اللاجئين على البحث عن وظائف، لا سيّما في مجال الرعاية الصحية والتعليم.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، أنّ عدد الأوكرانيين اللاجئين اليومي الذي سجّلته الدول المتاخمة لأوكرانيا انخفض إلى أقلّ من 40 ألفاً أمس الأربعاء، وهو العدد الأقلّ منذ انطلاق الغزو الروسي قبل خمسة أسابيع.
وقد سجّل حرس الحدود البولندي أكثر من نصف الخارجين الجدد من البلد المأزوم، في استمرار للنمط الذي شوهد منذ بداية الحرب. فمن بين أكثر من أربعة ملايين لاجئ نزحوا بسبب الصراع، وصل نحو 2.4 مليون إلى بولندا، بحسب بيانات وكالة الحدود في البلاد. وبحسب المتحدثة باسم حرس الحدود آنا ميشالسكا فإنّ الأعداد قد ترتفع مرّة أخرى في حال مضت القوات الروسية بهجماتها على أوكرانيا.
وعزت منظمات إنسانية ومراقبون تباطؤ الهجرة الجماعية الأوكرانية في الأيام الأخيرة إلى عوامل عدّة محتملة، من بينها عدم امتلاك سكان المدن المحاصرة وسائل آمنة للإجلاء. كذلك، فإنّ ثمّة أوكرانيين، بحسب المراقبين، قد يُحجمون عن مغادرة منازلهم مترقّبين انتهاء العمليات العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أنّ تشريعاً أخيراً أُقرّ في بولندا، خاصاً باللاجئين الأوكرانيين، يسمح لهم بالحصول على أرقام هوية تمنحهم الحقّ في الرعاية الطبية المجانية والتعليم ومزايا اجتماعية مختلفة والحقّ في العمل لمدّة 18 شهراً. وبالفعل، تقدّم 700 لاجئ أوكراني في العاصمة وارسو بطلبات توظيف، وقد حصل نحو 100 منهم على وظائف في مراكز طبية ومدارس في المدينة، وفقاً لمسؤولين فيها.
وبهدف إضفاء زخم على حملة التوظيف، التقى عمدة وارسو رافال ترزاسكوفسكي ونائبة العمدة ريناتا كازنوفسكا، اليوم الخميس، مدير مستشفى "بيلانسكي" وبعض الموظفين الأوكرانيين والبولنديين. وقالت كازنوفسكا إنّ توفير الوظائف والنشاط المهني هما أفضل طريقة لدمج البالغين الذين فرّوا من أوكرانيا في المجتمع البولندي. أضافت أنّ ثمّة حاجة إلى مدرّسين لمساعدة الأطفال اللاجئين على التكيّف مع بيئتهم المدرسية الجديدة، إذ إنّ المناهج هي باللغة البولندية وتختلف المقرّرات الدراسية إلى حدّ كبير عمّا هي في أوكرانيا.
في هذا السياق، عبّرت ممرّضتان تقدمتا للحصول على وظيفة، وهما تتكلمان باللغة الأوكرانية الممزوجة بالبولندية، عن سعادتهما بالحصول على فرصة لمواصلة حياتهما المهنية. من جهتها، قالت مديرة المستشفى دوروتا جالكزينسكا زيش إنّ "الموظفين الجدد قدّموا مهارات قيّمة، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً".
وقد أوضح ترزاسكوفسكي أنّ نحو 570 ألف لاجئ وصلوا إلى وارسو منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تاريخ انطلاق الحرب، علماً أنّ عدد سكان المدينة يبلغ نحو 1.8 مليون نسمة، وما زال نحو 300 ألف أوكراني في العاصمة في الوقت الحالي.
(أسوشييتد برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
