الكوليرا يكتسح سورية وأكثر من 5 آلاف إصابة في مناطق الشمال

28 سبتمبر 2022
المستنقعات بؤر الكوليرا في مناطق "قسد" (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

​أعلن الرئيس المشارك في هيئة الصحة بـ"الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق سيطرة "قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، شمال شرقي البلاد، جوان مصطفى، أمس الثلاثاء، تسجيل أكثر من 5365 حالة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا. ويشير ذلك، بحسب خبراء صحيين، إلى أن الخطر الأكبر يكمن في مناطق شمال شرقي سورية، خصوصاً بعدما كشفت الإدارة الذاتية قبل أيام عن تلوّث جزء من مياه نهر الفرات.

وفي مقابلة مع قناة "روج آفا" التابعة للإدارة الذاتية، قال مصطفى إن "عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا ارتفع إلى 105 حتى أمس الثلاثاء"، فيما رصدت "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة" التابعة لـ"وحدة التنسيق والدعم" حالة وفاة جديدة في الرقة، ما رفع عدد الوفيات إلى 18 منذ بدء تفشي المرض في 10 أغسطس/ آب الماضي.

وقالت المهندسة الزراعية في مدينة الرقة ريم الراعي لـ"العربي الجديد"، إن "من أبرز أسباب انتشار المرض بشكل واسع تلوّث مياه نهر الفرات، وانخفاض منسوبه، وتحوّل بعض البقع إلى مستنقعات شكلت بيئة مناسبة لتفشي الكوليرا، خصوصاً أن المزارعين في مناطق شمال شرقي سورية يعتمدون بشكل رئيسي على نهر الفرات لري محاصيلهم، ما جعل المرض ينتشر على نطاق واسع وبسرعة كبيرة".

واليوم الأربعاء، أشار بيان نشرته "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة" على قناتها الخاصة على تطبيق "تيليغرام" إلى رصد 51 حالة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا، من بينها 37 في منطقة حارم، غربي إدلب، المحاذية للحدود مع تركيا، ما رفع عدد الإصابات المشتبه فيها إلى 109، أما عدد الحالات المؤكدة فبلغ 11، توزعت على 3 في مدينة الباب، و6 في مدينة جرابلس، واثنتَين في مدينتي عفرين وأعزاز، لكنّ أيّ وفاة لم تسجل منذ بداية انتشار المرض في مناطق شمال غربي سورية.

وعزا مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج في حديثه إلى "العربي الجديد"، سبب انتشار مرض الكوليرا بشكل كبير في منطقة حارم تحديداً إلى ضعف منظومة الصرف الصحي في المخيمات، "ما جعلها تشكل بيئة مناسبة لنشر المرض، وكذلك إلى قلة المياه النظيفة في المخيمات وخارجها، واستهتار السكان بالمرض، وعدم اتخاذ إجراءات وقائية".

وفي تقرير منفصل، أكدت "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة" انتشار الكوليرا في مناطق سيطرة "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة في مدينتَي رأس العين وتل أبيض، حيث بلغ عدد المصابين 21، وأولئك الذي يشتبه في إصابتهم بالمرض 50، في حين لم تسجل أي وفاة.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، أعلنت وزارة الصحة، في بيان أصدرته الأحد الماضي، أن عدد الإصابات بالكوليرا وصل إلى 338، وأوضحت أن الإصابات توزعت كالآتي: 230 في مدينة حلب، و55 في دير الزور، و25 في الحسكة، و19 في اللاذقية، و5 في حمص، واثنتان في دمشق. وحدّدت الوزارة عدد الوفيات بـ29، من بينها 25 في حلب، ووفاتان في دير الزور، ومثلهما في الحسكة.

وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت الإدارة الذاتية عن رصد إصابات بمرض الكوليرا في الرقة والريف الغربي لدير الزور، فيما ظهرت الإصابة الأولى في مناطق شمال غربي سورية في 19 من الشهر نفسه. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور الوضع الخاص بمرض الكوليرا في سورية.

المساهمون