استمع إلى الملخص
- تعمل الوزارة على جمع عينات من مخالطي المصابة وفحص تلوث المياه في المنطقة، وتفعيل الخطة الوطنية للكوليرا لاحتواء الوضع وطمأنة المواطنين.
- في عام 2023، انتهت فاشية الكوليرا التي بدأت في أكتوبر 2022، مع تزايد المخاوف من انتشار الأوبئة بسبب العدوان الإسرائيلي والاكتظاظ السكاني.
في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على لبنان مع ما يرافق ذلك من قتل وتهجير ودمار وتداعيات أخرى، أعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية تسجيل إصابة أولى بمرض الكوليرا في محافظة الشمال. يأتي ذلك بعد نحو 16 شهراً من تأكيد خلوّ لبنان من الكوليرا، عقب تفشٍّ كبير للمرض استدعى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وأوضحت الوزارة أنه في تاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تلقّت بلاغاً بأنّ ثمّة اشتباهاً في حالة كوليرا بلبنان. على إثر ذلك، راح برنامج الترصّد الوبائي يتقصّى الموضوع، وقد أتى ذلك من خلال جمع عيّنات سريرية وبيئية إلى جانب زيارات ميدانية. وأفادت وزارة الصحة العامة، في بيان نشرته الجمعة، بأنّ الإصابة بمرض الكوليرا أُثبتت اليوم، في 16 أكتوبر، بعد عزل الجرثومة المسبّبة لذلك في أحد المختبرات المرجعية، وشرحت أنّ الإصابة بحسب تبيّن ناجمة عن ضمّة الكوليرا من النمط "أو 1".
#بيان_اعلامي
— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) October 16, 2024
بتاريخ 14 تشرين الأول، تم ابلاغ وزارة الصحة العامة عن حالة محتملة للكوليرا. على اثره، تم مباشرة التقصي من قبل برنامج الترصد الوبائي من جمع العينات السريرية والبيئية والزيارات الميدانية. وتم تثبيت الحالة...https://t.co/3HTgGYhIBD pic.twitter.com/wacR4GLWyg
لم تكشف وزارة الصحة العامة هوية الشخص المصاب بمرض الكوليرا أخيراً، غير أنّها أشارت إلى أنّها أنثى من الجنسية اللبنانية، من بلدة السمونية في عكار شمالي لبنان. أضافت أنّ المريضة قصدت المستشفى، أوّل من أمس الاثنين، بعدما كانت تعاني من "إسهال مائي حاد وتجفاف"، لافتةً إلى أنّ هذه المريضة لم تكن في سفر أخيراً. وتُبيّن هذه الإشارة أنّ الإصابة محليّة، الأمر الذي يدفع إلى القلق وإلى مزيد من التقصّي لتحديد مدى اتّساع رقعة انتشار هذا المرض.
في هذا الإطار، تعمد وزارة الصحة العامة اللبنانية إلى جمع عيّنات من مخالطي المصابة بمرض الكوليرا والبحث عن حالات أخرى في محيطها. كذلك يتضمّن التقصّي، بحسب الوزارة، البحث عن تلوّث في المياه. وبالفعل، جُمعت عيّنات مياه عديدة من بلدة السمونية، ومن بلدة مشمش الواقعة في قضاء عكار كذلك، وأُرسلت إلى المختبرات المرجعية.
وقد حاولت الوزارة التخفيف من مخاوف اللبنانيين وكذلك المواطنين من جنسيات أخرى على الأراضي اللبنانية، من خلال إعلان "تفعيل الخطة الوطنية للكوليرا والمباشرة بإجراءات الاحتواء".
موجات من الكوليرا في لبنان
وفي عام 2023، بعد ثمانية أشهر على تسجيل لبنان إصابة أولى بمرض الكوليرا في محافظة عكار شمالي البلاد، تحديداً في الخامس من أكتوبر 2022، ثمّ تفشّيه في أكثر من منطقة، أعلن برنامج الطوارئ الصحية لدى وزارة الصحة العامة اللبنانية "انتهاء فاشية الكوليرا"، في 11 يونيو/حزيران من ذلك العام. وشرحت الوزارة أنّ الإعلان أتى إذ لم تُسجَّل "أيّ حالة مؤكدة بالمرض منذ نهاية فبراير/شباط 2023"، في حين استعرضت كلّ الإجراءات المتّخذة لمكافحة الوباء.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة العامة كانت قد بيّنت، في بداية تفشّي الكوليرا حينذاك، أنّ الإصابة الأولى المسجّلة تُعَدّ كذلك الأولى في لبنان منذ عام 1993، في آخر تفشّ لمرض الكوليرا. وبعد شهر، بيّن وزير الصحة العامة فراس الأبيض أنّ انتشار وباء الكوليرا يأتي متسارعاً، معلناً حالة الطوارئ في هذا الإطار.
وأخيراً، كان نقيب أطباء لبنان في بيروت يوسف بخّاش قد أفاد، أوّل من أمس الاثنين، في تصريح لإحدى وسائل الإعلام المحلية، بأنّ مخاطر مرتبطة بظهور أوبئة تُسجَّل في ظلّ الاكتظاظ السكاني الناجم عن تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. يُذكر أنّ مرض الكوليرا قد يكون من ضمن قائمة الأمراض التي تثير مخاوف الجهات الصحية كافة. وقد أوضح بخّاش أنّ النقابات الصحية اجتمعت ووضعت قدراتها تحت تصرّف وزارة الصحة العامة، من أجل تنفيذ زيارات ميدانية لمراكز إيواء النازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، وإجراء رصد مبكّر لإصابات بأمراض قد تشكّل أوبئة وبالتالي تهديدات صحية.