الكلاب الضالة تُؤذي الأفغان

07 يونيو 2023
ضعف الإمكانيات ساهم بزيادة ظاهرة الكلاب الضالة (نور الله شرزادا/ فرانس برس)
+ الخط -

عادت قضية الكلاب الضالة إلى الواجهة مجدداً في أفغانستان، بعدما أعلنت وزارة الصحة في 31 مايو/ أيار الماضي أن عدد الأشخاص الذين عضتهم الكلاب الضالة خلال عام واحد وصل إلى 33089 شخصاً، توفي منهم 18 شخصاً. ويقول سكان العاصمة كابول إن الكلاب الضالة تنتشر في كل مكان وكل شارع حتى إنه يصعب المشي وخصوصاً عند المغيب. ويتحدث البعض عن غياب أية جهود من أجل القضاء على تلك الظاهرة.
ويقول زرغون شاه، وهو أحد سكان قلعة زمان خان، في كابول، لـ "العربي الجديد"، إن الكلاب الضالة أصبحت فعلاً معضلة كبيرة ومشكلة بالنسبة لسكان العاصمة، وباتت موجودة في كل الشوارع والطرقات، ولا نعرف من أين تأتي أو كيف يمكن التخلص منها. صحيح أن البلدية كانت تجمعها في مكان مخصص ولا تزال، إلا أن هذا لم يحل المشكلة، الأمر الذي يثير خوف الجميع وخصوصاً الأطفال والنساء. وفي بعض الأحيان، تحاصر مجموعات من الكلاب الناس وتهاجمهم غالباً بعد صلاة المغرب، وعندما يحل الظلام.  
ويطالب البلدية بمزيد من التحرك، علماً أنه يشيد بالكثير من المشاريع التي تقوم بها، كتنظيم وترميم الشوارع وغير ذلك. لكنّه يؤكّد على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة. ويوضح أن "بلدية كابول نفذت خلال العام الماضي الكثير من المشاريع، وهو ما لم تفعله في السابق على الرغم من توفر الأموال. لكننا نحتاج إلى اهتمام أكبر بقضية الكلاب الضالة". 
من جهته، يروي محمد جمال خان، أحد سكان منطقة بنج صد فاميلي في كابول، والذي عضته كلاب قبل حوالي شهر، في حديثه لـ "العربي الجديد" ما حدث معه. ويقول إن "أربعة كلاب هاجمته خلال عودته إلى المنزل بعد صلاة العشاء. صرخت كثيراً لكنها عضتني أكثر من مرة في يدي وقدمي. في تلك الليلة، اصطحبني أشقائي إلى المستشفى للعلاج والحصول على لقاح داء الكلب". 

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويتحدث بإيجابية عن جهود المستشفى الحكومي في علاج المصابين، قائلاً إن الأطباء يولون اهتماماً جيداً بالمرضى والمصابين، ويوفرون لهم العلاج واللقاح الذي يعد سعره مرتفعاً في المستشفيات الخاصة، ولا يمكن لعامة الناس شراؤه، إلا أنه متوفر في المستشفى الحكومي الخاص بعلاج الأمراض الجرثومية. 
وفي وقت تؤكد وزارة الصحة في حكومة طالبان أنها تقدم خدمات جادة في جميع المجالات، وخصوصاً تلقيح وعلاج أولئك الذين عضتهم الكلاب الضالة، إلا أنها تواجه شحاً في الميزانية، وقد قلّصت المؤسسات الدولية المعنية مساعداتها في بعض المجالات، وخصوصاً توفير اللقاحات.  
في هذا الإطار، يقول مدير عام الأمراض الحيوانية في وزارة الصحة فخر الدين ستانكزاي، إنه "كانت هناك ميزانية كافية للتلقيح ضد داء الكلاب في الحكومة السابقة، وكنا نشتري 20 ألف لقاح سنوياً ونوزعها على المراكز الصحية. لكن في الوقت الحالي، جرى تخفيض الميزانية والمساعدات من قبل المجتمع الدولي في هذا المجال. وتبرعت منظمة الصحة العالمية خلال العام الجاري بتسعة آلاف لقاح لوزارة الصحة، ووزعت على المراكز الصحية". 

قضايا وناس
التحديثات الحية

لكنه يشير إلى أن اللقاحات التي تبرعت بها المنظمة بالكاد تكفي لتلقيح ثلاثة آلاف شخص، مطالباً إياها ومنظمات دولية أخرى معنية بقطاع الصحة مد يد العون والمساعدة للشعب الأفغاني، وتوفير الميزانية المطلوبة لوزارة الصحة في هذا الإطار.
وحول جهود البلدية من أجل القضاء على الكلاب الضالة، يقول ممثل بلدية كابول نعمة الله باركزاي لـ "العربي الجديد"، إن بلدية كابول تعمل بشكل دائم، وفي أجزاء مختلفة من العاصمة، من أجل القضاء على الكلاب الضالة. كما أن فرقاً مختلفة تابعة للبلدية تعمل يومياً في مناطق مختلفة من العاصمة، من أجل إيجاد حل لمشكلة الكلاب الضالة وجمعها في مكان مخصص لها.
إلى ذلك، يقول لعل محمد، وهو من سكان منطقة خيرخانه في شمال كابول، لـ "العربي الجديد"، إن بلدية كابول تقوم ببعض الأعمال وجمع الكلاب الضالة، واصفاً تلك الجهود بالهشة مقارنة بحجم المشكلة. ويرى أن السبب الرئيسي هو ضعف الإمكانيات والوسائل الموجودة. من هنا، ثمة حاجة لأن تساعد المؤسسات الدولية حكومة طالبان في كل المجالات، وخصوصاً تقديم اللقاحات، وغيرها من الإمكانيات التي تمكن الحكومة من جمع هذه الكلاب في أماكن مخصصة أو إيجاد حلول أخرى.

المساهمون