القوافل الطبية تخفف آلام المرضى في تونس

15 نوفمبر 2022
يعاني الهيكل الصحي الحكومي في تونس من نقص أطباء الاختصاص (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تخفف القوافل الطبية من معاناة فقراء تونس من سكان الأرياف والمدن الداخلية، مع تواصل نقص أطباء الاختصاص داخل الهياكل الصحية الحكومية وتباعد مواعيد الكشف، ما يجعل من هذه المبادرات ملاذا لآلاف المرضى الباحثين عن الشفاء أو الكشف الطبي بأقل التكاليف الممكنة.

"قافلة طبية أنقذت والدي من فقدان البصر"، قالتها عايدة المنصوري، مشيرة إلى أن قافلة طبية لاختصاص طب العيون ساعدت والدها السبعيني على العلاج من اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري.

نقص الأطباء ظاهرة صادمة في تونس، خاصة في بعض التخصصات الطبية والجراحية

وتؤمّن القوافل الطبية في تونس سنويا مئات الكشوفات في اختصاصات متعددة، وذلك بمبادرات خاصة من الجمعيات الطبية العلمية أو في إطار شراكات مع جمعيات أجنبية ومخابر البحث والأدوية، وتخدم المناطق الداخلية والأرياف بالتنسيق مع السلطات المحلية، مقدمة الفحوصات الطبية مجانا، وتوزيع الأدوية اللازمة وتوجيه المرضى الذين يستحقون فحوصات تكميلية أو الإيواء نحو المستشفيات الحكومية.

وتضيف عايدة، التي تقطن في ريف منطقة غزالة من محافظة بنزرت، أن "والدها كان يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة المتخصصة في طب العيون، وانتظر موعد الكشف لأكثر من سنة، متحملا مشاق ومصاريف التنقل"، مشيرة إلى أن قافلة طبية زارت المنطقة تكفلت بالكشف عن عشرات المرضى المصابين بأمراض عيون مختلفة، كما ساعدت آخرين على إجراء عمليات جراحية لوضع عدسات تساعدهم على تحسين القدرة على النظر. كما مكنت عددا من التلاميذ ضعاف البصر من الحصول على نظارات طبية.

ويعاني التونسيون من تراجع الخدمات الصحية العامة وارتفاع كلفة العلاج في القطاع الخاص ما يدفع الطبقات الضعيفة إلى البحث عن الشفاء عبر المبادرات الطبية في الجمعيات أو القوافل الصحية، رغم عدم انتظام هذه الأخيرة.

وكشفت دراسة صادرة عن منظمة "بوصلة" أن نقص الأطباء ظاهرة صادمة في تونس، خاصة في بعض التخصصات الطبية والجراحية، حيث شهد عدد الأطباء المتخصصين في القطاع الحكومي تراجعا من 3339 سنة 2014 إلى 2318 عام 2019 أي بمعدل 0.19 طبيب لكل ألف ساكن.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتقول طبيبة الأمراض الصدرية ووزيرة الصحة السابقة، سميرة مرعي إن "مبادرات القوافل الطبية مهمة جدا في الإحاطة الصحية بالمرضى في المناطق الداخلية"، مؤكدة أن "دورها لا يقتصر على الكشف الطبي فقط، حيث تضمن أيضا التكفل بالمرضى الذين يستحقون علاجات تكميلية في صلب الهياكل الصحية الحكومية".

وأضافت مرعي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "القوافل الطبية تضمن استمرار علاج المرضى في المناطق التي تشكو من نقص التغطية بطب الاختصاص كما تساهم أيضا في الكشف المبكر عن العديد من الأمراض".

في المقابل، تؤكد وزيرة الصحة السابقة أن "هذه المبادرات في تراجع وأن عددها تضاءل مقارنة بما كان قبل 2010، مشددة على أهمية استعادة هذه القوافل بتأطير من السلطات التي يتعيّن أن توفر الدعم اللوجستي للأطباء أثناء تنقلاتهم للمناطق الداخلية"، مشيرة إلى أن "مبادرات القوافل الصحية تجد دعما من جمعيات صحية في الخارج وخاصة في اختصاص طب العيون، حيث تساعد هذه الجمعيات على توفير النظارات للأطفال وكبار السن الذين يعانون من قصر النظر".

المساهمون