القطاع الصحي شمال غربي سورية: عمل بالطاقة القصوى وبإمكانيات شحيحة

11 فبراير 2023
في أحد مستشفيات شمال غرب سورية التي تعمل بالقدرات الدنيا (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

 

يعمل القطاع الصحي في شمال غرب سورية بالطاقة القصوى إنّما بأدنى الإمكانيات المتاحة، نظراً إلى شحّ المواد الطبية اللازمة لعلاج المصابين الذين تجاوز عددهم بحسب أرقام مديرية صحة إدلب عشرة آلاف شخص، من جرّاء الزلزال الذي ضرب الشمال السوري كما الجنوب التركي يوم الإثنين في السادس من فبراير/ شباط الجاري.

ويقدّر خبراء الوضع في شمال غرب سورية بأنّه صعب لجهة توفير المستلزمات الطبية المنقذة للحياة، لافتين إلى أنّ الفرق الصحية والطبية تعمل بمعظمها تطوعياً وتبذل أقصى طاقة لها في ظلّ كارثة تفوق القدرات والإمكانيات.

لليوم السادس على التوالي، تتابع الكوادر الصحية تقديم الرعاية الطبية وفقاً للمتاح من إمكانيات، بحسب ما قال مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران لـ"العربي الجديد". أضاف أنّ "ثمّة أكثر من 10 آلاف مصاب في محافظة إدلب، والوضع الطبي صعب جداً والإمكانيات قاصرة أمام عدد المصابين".

وتابع زهران أنّ "منشآتنا الصحية تعاني من نقص كبير وحاد في الأدوية النوعية بمعظمها، خصوصاً أدوية التخدير ومستلزمات جلسات غسل الكلى"، موضحاً أنّ "الجرحى الذين كانوا عالقين تحت الانقاض يعانون بمعظمهم من متلازمة الهرس نتيجة ذلك، وبالتالي أُصيبوا بفشل كلوي وهم في حاجة ماسة إلى غسل كلى".

وأكمل زهران: "نحن في حاجة ماسة إلى مستلزمات طبية، وحواضن للأطفال، وأدوية عناية مركّزة. وحتّى الآن لم يصلنا أيّ شيء ولم تُدعَم المنشآت الصحية إلا من خلال جهود المنظمات العاملة في المنطقة والتي تُعَدّ شريكة لمديرية الصحة في الشمال السوري". ووجّه نداءً بضرورة "الإسراع في إدخال المساعدات، علّنا نحافظ على حياة المصابين الذين نقلناهم إلى المستشفيات".

من جهته، قال مسؤول العمليات الطبية في منظمة "هاند إن هاند فور سيريا" (يد بيد من أجل سورية) أحمد المنصور لـ"العربي الجديد" إنّ "الوضع كارثي". وشرح: "نعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، خصوصاً أدوية التخدير وتلك الخاصة بالعظام والسيرومات (الأمصال)".

وأشار المنصور إلى أنّه "بعد ستة أيام من الزلزال، فرص نجاة الباقين تحت الأنقاض صارت ضئيلة جداً"، مضيفاً أنّ "عدم وصول المساعدات، من آليات وفرق طبية ومستلزمات، أدّى إلى وفاة كثيرين من العالقين تحت الأنقاض. ونحن حالياً نعتمد على الأدوية والمستلزمات الطبية المتوفّرة لدينا في المستودعات والتي كانت مخصّصة للعلاجات العادية، وهي بالتالي لا تدخل في إطار عمليات الاستجابة للزلزال".

وفي هذا الإطار، تحّدث المنصور عن تأثير ذلك على الحالات التي تتطّلب الاستشفاء من خارج الإصابات الناجمة عن الزلزال، إذ هي أيضاً تحتاج إلى الأدوية ومستلزمات أخرى.

وشدّد المنصور على أنّ الجهد الذي بذله العاملون في القطاع الصحي في مجال الاستجابة لما خلّفه الزلزال من إصابات، حتى الآن، "جبّار"، مؤكداً أنّهم "يصلون الليل بالنهار".

أمّا الطبيب مهيب قدّور المتخصص في الجراحة فقال لـ"العربي الجديد" إنّ "الكوادر الصحية تعمل بجهود ذاتية بما لديها من إمكانيات"، مشيراً إلى أنّ "المجتمع السوري شمال غربي البلاد كان رائعاً ومتماسكاً بشدّة في عمليات الإنقاذ والنقل".

وفي سياق متصل، زار مدير صحة إدلب زهير القراط مستشفيات عدّة في منطقة حارم، من بينها الأمل والسلام وحارم العام وعدي وسلقين المركزي، وذلك من ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها المديرية بهدف متابعة ودعم الاستجابة للمنشآت الصحية في المنطقة الأكثر تضرّراً من الزلزال بحسب ما أوضحته في بيان لها.

وبحسب ما جاء في البيان، فقد "عملت المديرية ومنذ الساعات الأولى للكارثة على تزويد المنشآت الصحية بكلّ ما يلزمها من أدوية وتجهيزات ومستلزمات لاستمرار عملها في خدمة مصابي الزلزال المدمّر. لكنّ الحاجة ما زالت كبيرة والنقص حاداً في كلّ المستلزمات الطبية، كون أعداد المصابين الذين استقبلتهم المستشفيات كانت أكبر بكثير من قدرة قطاعنا الصحي على استيعابها، نتيجة الصعوبات التي نعانيها بسبب الحصار والقصف المستمرّ ونقص التمويل اللازم لاستمرار عمل القطاع الطبي".

المساهمون