القضاء الإيراني يتوعد بمعاقبة غير المحجبات

01 ابريل 2023
عادت قضية الحجاب مرة أخرى إلى الواجهة وصلب النقاشات بإيران (مرتضى نيكوبازل/Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس الجهاز القضائي الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، اليوم السبت، أن "خلع الحجاب بمثابة معاداة للنظام والقيم، ومن يرتكب هذه المخالفة فسيُعاقَب". 

وأضاف محسني إيجئي، في تصريحات صحافية من مدينة أصفهان مركز إيران، أوردتها وكالة "فارس"، أنه "في حال اعتقال المُخالِفات، ستبت السلطة القضائية في الموضوع، وستلاحق كل من له دور في هذه القضايا من مسبب إلى متعاون وشريك". 

وأكد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، أن "خلع الحجاب يتعارض مع العفة العامة ومبادئ الشرع والقانون"، قائلاً إن "العدو يدعم خلع الحجاب" في إيران.  

تأتي تصريحات محسني إيجئي فيما عادت قضية الحجاب مرة أخرى إلى الواجهة وصلب النقاشات السياسية والاجتماعية والإعلامية في إيران، مع اتساع ظاهرة خلع الحجاب في عطل النوروز وتصاعد انتقادات المحافظين. 

كذلك، بدأت تتعالى أصوات برلمانية، فضلاً عن أصوات رجال الدين وخطباء الجمعة في إيران تدعو السلطات إلى التصدي للظاهرة.  

وفي السياق، تطرق الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، خلال افتتاح معرض القرآن الكريم في طهران إلى واقع الحجاب، قائلا إن "الحجاب ضرورة دينية وأمر رباني وقرآني". 

وأضاف رئيسي، وفق التلفزيون الإيراني، أن الالتزام بالحجاب "إلزام قانوني وإتباع القانون أمر متفق عليه من قبل الجميع"، مؤكدا أن "الجميع يجب أن يلتزموا بالحجاب والعفة". 

وتابع الرئيس الإيراني أن "بناتنا ونسائنا مرة أخرى من خلال الالتزام بالحجاب سيظهرن التزامهن بالقانون والضرورات الدينية". 

إلى ذلك، أعلن الإدعاء العام في مدينة طرقبة شرقي إيران عن إصدار أوامر قضائية باعتقال الشخص الذي رش دلو لبن على إمرأتين في متجر خلعتا الحجاب في المدينة بتهمة "الإهانة العملية والإخلال بالنظم". 

كما أصدر الإدعاء العام أمرا باعتقال المواطنتين بتهمة خلع الحجاب.  

من جهته، دعا نائب رئيس لجنة الثقافة البرلمانية، المحافظ بيجن نوباوه، إلى التصدي بـ"حزم لمنتهكي الحرمات في مجال الحجاب وخلعه من قبل أناس في المجتمع". 

وأضاف نوباوه وفق ما أوردته مواقع إيرانية، أنه "إن لم يجرِ التصدي الحازم لخلع الحجاب واتباع سلوك انفعالي في ذلك، فسيتجاوز منتهكو الحرمات هذا الحد، وحينئذ سنشهد المزيد من التعري وانتهاك الحرمات". 

ومع تصاعد الانتقادات، شهدت إيران خلال الفترة الأخيرة حالات اشتباك بالأيدي بين مواطنين آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر وخالعات الحجاب، إذ انتشر منذ أمس الجمعة، مقطع مصور عن قيام مواطن يرش اللبن على وجه مواطنتين بسبب خلع حجابيهما في مدينة شانديز في محافظة خراسان الرضوية. 

ويظهر الفيديو رجلاً في متجر صغير يتحدث مع امرأتين قيل إنهما أم وابنتها التي تضع كمامة، عن وضع حجابهما، ثم يقوم برش وعاء لبن عليهما ويخرج، إلا أن مواطنين يطاردونه ويشتبكون معه. 

وتعليقاً على الحادث، قال أمين لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قضاء طرقبة وشانديز شرقي إيران، داوود نبي زادة، إن "اللجنة تعارض هذا السلوك في التصدي لخلع الحجاب بناءً على تعليمات قائد الثورة"، مؤكداً أن "مسؤولية الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقتصر على الأمر والنهي باللسان وعدم الخوض في جدال"، وفق ما أورده موقع "أخبار مشهد" الإيراني. 

وأضاف نبي زادة، أن اللجنة ستتابع هذا الحادث، والبت في سلوك هذا الشخص من مسؤولية الجهاز القضائي.  

وتفاعل كثير من الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هذا الحادث، وسط تضامن مع المرأتين وانتقادات شديدة وتحذيرات من تكرار هذه السلوكيات. 

كذلك انتشرت قبل أيام فيديوهات عن اشتباك غير متحجبات مع مواطنة متحجبة وبناتها، في إحدى حدائق مدينة قم على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة طهران. وأعلن الادعاء العام لمدينة قم، الأحد الماضي، أنه بعد انتشار مقطع مصور عن قيام غير متحجبات بضرب مواطنة متحجبة، جرت متابعة الموضوع واعتقال المتهمات.  

والخميس، علّقت الداخلية الإيرانية على الانتقادات المحافظة، في ما قيل إنه تراجع في موضوع الحجاب، في ضوء انتشار ظاهرة خلع الحجاب، بنفي "أي تراجع أو استسهال في تطبيق الثوابت والأحكام الدينية والقيم التقليدية". 

وأضافت الداخلية الإيرانية، في بيانها، أن "الحجاب ضرورة شرعية غير قابلة للتشكيك فيها، وستظل من الثوابت العملية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". 

كذلك اتهمت الداخلية الإيرانية "الأعداء" بالسعي لـ"تحويل الحجاب إلى مسألة لإثارة القطبية والانقسامات الاجتماعية العميقة" في إيران، مقللة من أهمية ظاهرة خلع الحجاب، واعتبرت أن معظم الإيرانيات يلتزمن به. 

وشددت الداخلية، في الوقت نفسه، على ضرورة التزام الحجاب في جميع الأماكن العامة، معلنة "دعمها جميع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر"، مع تأكيدها أن "الجهاز القضائي والضباط (الشرطة) والأجهزة المعنية الأخرى ستتصدى لمنتهكي الحرمات القلائل، وأنها لن تسمح بالاعتداء على الهوية المقدسة للمرأة الإيرانية المسلمة". 

وشهدت إيران خلال الأشهر الماضية، احتجاجات واسعة على خلفية موضوع الحجاب، وذلك إثر وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بالحجاب. وخلفت هذه الاحتجاجات التي رفعت هتاف "امرأة. حياة. حرية"، نحو 500 قتيل وفق مؤسسات حقوقية معارضة خارج إيران، غير أن حصيلة القتلى الرسمية لم تعلن بعد. وكان من بين القتلى عدد من عناصر الشرطة والأمن.

وخلال هذه الاحتجاجات، خلعت إيرانيات -من بينهن فنانات- حجابهن كخطوة احتجاجية، ثم انتشرت الظاهرة في الشوارع، وخاصة في المدن الكبرى، مع اختفاء دوريات شرطة الآداب.

المساهمون