الفيضانات في اليمن: تضرر أكثر من 420 ألف شخص وتدمير آلاف المنازل والملاجئ

03 سبتمبر 2024
من أضرار الفيضانات في مخيم للنازحين في الحديدة اليمنية، في 1 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير الفيضانات:** تضرر أكثر من 420 ألف شخص في اليمن خلال الخمسة أشهر الماضية، مع تدمير 17,093 منزلاً و22 مدرسة و74 مرفقاً صحياً، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات وزيادة الأمراض المنقولة بالمياه.

- **الأزمة الإنسانية:** الفيضانات فاقمت الأزمة الإنسانية، خاصة بين النازحين داخلياً، وزادت الاحتياجات العاجلة للمأوى والخدمات الصحية والأمن الغذائي، مع تأثير غير متناسب على النساء والأطفال.

- **تحذيرات مستقبلية:** حذرت "فاو" من فيضانات مفاجئة متوقعة في الأيام القادمة، مشددة على ضرورة اليقظة والاستعداد في المناطق المعرضة للفيضانات.

كشفت إحصائية دولية حديثة، أنّ الأمطار الغزيرة والفيضانات في اليمن خلال الخمسة أشهر السابقة ألحقت أضراراً مباشرة بأكثر من 420 ألف شخص ودمّرت آلاف المنازل والملاجئ المؤقتة للنازحين والبنية التحتية.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (IFRC)، في تقرير موجز عن كارثة الفيضانات في اليمن أصدره أمس الاثنين: "تأثرت حوالى 63,195 أسرة تتألف من حوالى 424,123 شخصاً مباشرةً بالأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة التي ضربت 19 محافظة يمنية، خلال الفترة بين إبريل/نيسان وأغسطس/آب 2024".

وأضاف التقرير أن الأمطار الغزيرة التي اشتدت بسبب المناخ المعقد والمتغير، أدت إلى فيضانات واسعة النطاق في محافظات متعددة، وكانت حجة والحديدة ومأرب وتعز وصعدة والجوف وذمار من بين الأكثر تضرراً، فيما بلغ عدد الضحايا، حتى الآن، 725 شخصاً بين قتيل وجريح.

وأشار الاتحاد الدولي إلى أن الفيضانات في اليمن ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، حيث أدت إلى تدمير أكثر من 17,093 منزلاً للسكان ومأوى للنازحين و22 مدرسة؛ بينها 7 مدارس بالكامل، و15 أخرى بشكل جزئي في جميع المناطق المتضررة، كذلك تأثر أكثر من 74 مرفقاً صحياً، التي "تواجه حالياً نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، التي تعد ضرورية لإدارة زيادة حالات الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالفيضانات".

وأوضح التقرير أن هذه الكارثة تسببت في تلويث إمدادات مياه الشرب، ما زاد من احتمالية تفشي الكوليرا والإسهال المائي الحاد، كذلك دمّرت الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، الأمر الذي أثّر بشدة في الأمن الغذائي في المناطق المنكوبة، كذلك فإن الألغام الأرضية التي جرفتها السيول والأضرار التي تعرضت لها الطرق أدت إلى "تعقيد الوصول وزيادة المخاطر لكل من المجتمعات المتضررة وعمال الإغاثة".

الفيضانات في اليمن تفاقم الأزمة الإنسانية

وأكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن الفيضانات غير المسبوقة هذا العام أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحرجة بالفعل، خصوصاً بين النازحين داخلياً، وزادت الاحتياجات العاجلة للمأوى والخدمات الصحية والأمن الغذائي، و"أثرت بشكل غير متناسب على النساء والأطفال، وخصوصاً في الأسر النازحة التي تعولها نساء، والتي تشكل أكثر من 20% من أولئك الذين يتلقون الإغاثة الطارئة".

إلى ذلك، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، اليوم الثلاثاء، من فيضانات مفاجئة خلال الأيام القادمة في اليمن. وقالت في نشرة الإنذار المبكر للفترة من 1 إلى 10 سبتمبر الجاري: "مع اقتراب موسم الأمطار الصيفية في اليمن من نهايته، تنخفض وتيرة وشدة الهطول اليومية. ومع ذلك، لا تزال المناطق متأثرة بشدة بالأمطار الغزيرة الأخيرة. ولا تزال المرتفعات الوسطى، بتضاريسها الجبلية التي توجه المياه إلى الوديان والأراضي المنخفضة، تعاني من آثار الفيضانات المتبقية".

وأوضحت "فاو" أن اليمن سيواجه أنماطًا مختلفة لهطول الأمطار في الأيام المقبلة، إذ من المتوقع أن تشهد بعض المناطق، المرتفعات الوسطى والجنوبية، أمطاراً غزيرة في إب وذمار والمحويت، بمعدل أكثر من 150 ملم من الأمطار التراكمية، مع زيادة ملحوظة في نسبة هطول الأمطار في أغسطس/آب يوم 9 سبتمبر/أيلول القادم بما يصل إلى 50 ملم خلال 3 ساعات، وفي شرق شبوة وأجزاء من حضرموت، من المتوقع هطول أمطار معتدلة على غير العادة تراوح بين 20 و40 ملم.

وأشارت إلى أنّ هذه الأمطار غير المتوقعة، بينما توفر أنماط الطقس موارد مائية أساسية، فإنها تشكل أيضًا مخاطر محتملة وقد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في المجتمعات المحلية وسبل العيش، وينبغي للمجتمعات في هذه المناطق الاستعداد للتأثيرات المحتملة في الأنشطة اليومية والزراعة والبنية التحتية.

وأضافت أن مستجمعات المياه في المرتفعات الوسطى والجنوبية معرضة للخطر بشكل خاص، وتبرز (وادي سهام، وادي رماح، وادي زبيد، ووادي تبن) باعتبارها مناطق عالية المخاطر، وبصورة أقل وداي سردود. وشددت على ضرورة استمرار اليقظة والاستعداد في المناطق المعرضة للفيضانات، حتى مع تراجع التهديد المباشر بهطول الأمطار الغزيرة.

المساهمون