استمع إلى الملخص
- فاضت الأنهار في دول من بولندا إلى رومانيا، حيث عُثر على أربعة قتلى، وتم إجلاء نحو 1600 شخص في جنوب غرب بولندا و1900 في التشيك.
- أعلنت السلطات في النمسا السفلى منطقة كوارث، وتوفي شخص آخر في رومانيا بسبب الأمطار الغزيرة، ويتوقع العلماء زيادة الفيضانات بسبب تغير المناخ.
تشهد مناطق في التشيك وبولندا أسوأ فيضانات خلال ما يقرب من 30 عاماً، حيث اجتاحت الفيضانات وسط أوروبا مسببة مقتل شخص غرقا في بولندا، وآخر في أثناء عمليات إنقاذ بالنمسا، وإجلاء آلاف في جمهورية التشيك ودول أخرى، في وقت استمر فيه هطل الأمطار الغزيرة على المنطقة، اليوم الأحد.
وفاضت أنهار في دول من بولندا وحتى رومانيا التي عُثر فيها على أربعة قتلى، أمس السبت، إثر هطل أمطار غزيرة على مدى أيام. ودفعت الفيضانات التي اجتاحت جنوب غرب بولندا السلطات إلى إجلاء نحو 1600، إذ سبّب هطل أمطار غزيرة لأيام في ارتفاع منسوب المياه في الأنهار إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى فيضانات في العديد من البلدات وأودى بحياة شخص غرقاً.
وقال رئيس الوزراء دونالد توسك للصحافيين، اليوم الأحد، بعد اجتماع مع فريق إدارة الأزمة في بلدة كلودسكو: "الوضع مأساوي للغاية، وهو أكثر مأساوية في منطقة كلودسكو"، حيث غمرت المياه جزئياً البلدة التي يبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة، وارتفع منسوب النهر هناك بما يتجاوز مستوى قياسياً سبّبته فيضانات عارمة في عام 1997 ألحقت أضراراً جزئية بالبلدة، وأودت بحياة 56 شخصاً على مستوى بولندا. وقال توسك: "أدعو السكان إلى التعاون مع خدمات الإنقاذ في الأماكن التي تصدر فيها أوامر إخلاء".
الفيضانات تسبّب إجلاء 1900 شخص في التشيك
وقال سكان في منطقة حدودية في جمهورية التشيك إن الوضع أسوأ من أي فيضانات شهدوها من قبل، بينما قالت خدمة الإطفاء في المنطقة إنها أجلت 1900 حتى صباح اليوم الأحد وإن الفيضانات سبّبت إغلاق العديد من الطرق.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمالات سوء الأوضاع مع ارتفاع منسوب المياه في معظم الأنهار، وانتشار الفيضانات عبر البلاد، وهطل المزيد من الأمطار الغزيرة خلال الليل. وأعلنت السلطات التشيكية أعلى مستوى من التحذيرات من الفيضانات في نحو 90 منطقة في جميع أنحاء البلاد وفي منطقتين في الشمال الشرقي سجلتا أعلى معدل لهطل الأمطار في الأيام الأخيرة، بينها جبال جيسينيكي القريبة من الحدود البولندية.
وفي مدينة أوبافا التشيكية، طلبت السلطات من قرابة 10 آلاف شخص من أصل عدد سكان يبلغ حوالي 56 ألف شخص مغادرة منازلهم إلى مناطق أعلى. واستخدم رجال الإنقاذ القوارب لنقل المواطنين إلى مناطق آمنة في حي غمرته مياه نهر أوبافا المضطربة. وقال عمدة المدينة توماس نافراتيل للإذاعة العامة التشيكية: "لا يوجد سبب للانتظار"، مؤكداً أن الوضع أسوأ مما كان عليه خلال الفيضانات المدمرة الأخيرة في عام 1997، والمعروفة باسم "طوفان القرن". وقال رئيس الوزراء بيتر فيالا للتلفزيون العام التشيكي يوم الأحد: "يتعين علينا التركيز على إنقاذ الأرواح". ومن المحتمل أن تجتمع حكومته يوم الاثنين لتقييم الأضرار.
كما أعلنت السلطات ولاية النمسا السفلى بأكملها منطقة كوارث. ولا يزال الوضع صعباً، خاصة في خزان المياه في أوتنشتاين، والذي يتوقع أن يصل إلى أقصى طاقته اليوم الأحد. بينما قالت السلطات الرومانية، الأحد، إن شخصاً آخر توفي في مقاطعة غالاتي الشرقية التي تضررت بشدة جراء الفيضانات بعد إعلان وفاة أربعة أشخاص هناك قبل يوم واحد في أعقاب هطل أمطار غير مسبوقة.
وتعرضت العديد من دول أوروبا الوسطى لفيضانات شديدة، بما في ذلك رومانيا والنمسا وألمانيا وسلوفاكيا والمجر، نتيجة للمنخفض الجوي القادم من شمال إيطاليا الذي سبّب هطل أمطار غزيرة في المنطقة الواسعة. وجاء تغير الطقس بعد بداية حارة لشهر سبتمبر/ أيلول في المنطقة. ووثق العلماء أشد فصول الصيف حرارة على الأرض، محطماً رقماً قياسياً جرى تسجيله قبل عام واحد فقط. ويتوقع أن يؤدي الجو الأكثر حرارة، المدفوع بتغير المناخ، إلى هطل أمطار أكثر كثافة.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)