أعلنت السلطات المحلية في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقيّ إيران، أنّ العواصف الرملية التي تضرب المحافظة منذ أيام قد أدخلت 1632 شخصاً إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وقال المدير العام لجهاز الأزمات البيئية في محافظة سيستان وبلوشستان، مجيد محبي، لوكالة "تسنيم"، إنّ 111 من هؤلاء المواطنين ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات والمصحات، مضيفاً أن العواصف سببت انتشار أمراض التنفس والقلب والعين.
ولفت محبي إلى أن جميع قوات الإغاثة والإنقاذ على استعداد على الطرقات بين المدن في المحافظة لمساعدة المواطنين.
وقال المدير العام للأرصاد الجوية في المحافظة، محسن حيدري، إن سرعة العواصف بلغت فجر اليوم 108 كيلومترات، مشيراً إلى أنها قلصت الرؤية إلى حد كبير.
وتابع أن العواصف ستزداد شدة وصعوبة حتى الاثنين المقبل، وستجتاح عدة مدن في المحافظة، داعياً المواطنين، وبخاصة مرضى القلب والمسنون والأطفال إلى تجنب الخروج من البيوت.
وأعلنت السلطات تعطيل الدوائر والمؤسسات والمدارس في محافظة سيستان وبلوشستان، اليوم السبت، فضلاً عن أن غداً الأحد عطلة شاملة في عموم إيران لمناسبة دينية.
وكان ثلاثة أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم خلال الأيام الماضية في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية بسبب العواصف الترابية التي اجتاحتها.
وزادت خلال الأعوام الأخيرة العواصف الرملية في إيران على خلفية انتشار التصحر في المنطقة عموماً وفي إيران خصوصاً، على خلفية التغيرات المناخية والجفاف الذي يضربها.
وإلى جانب العوامل الإقليمية، الإنسانية والمناخية، ثمة عوامل داخلية فاقمت الأزمة في البلاد، منها شحّ الأمطار، وإزالة الغابات وتدمير الغطاء النباتي ونقل المياه وجفاف البحيرات الداخلية وأزمة الأهوار وزعزعة التوازن المناخي وتوسيع المدن على حساب البيئة وغيرها. وتراجع نطاق الغابات في إيران من 14.3 مليون هكتار إلى أقل من 10 هكتارات خلال السنوات الأخيرة، فيما تعد الغابات والأشجار من العوامل المهمة في احتواء الغبار والجسيمات المنتشرة فيه. علماً بأن معدل تساقط الأمطار في إيران ليس عالياً، وهو يصل إلى 260 ملليمتراً، فيما يبلغ ذلك 105 ملليمترات في محافظة سيستان وبلوشستان التي تشهد جفافاً وعواصف رملية متزايدة. كما أن ذلك تراجع إلى 90 ملليمتراً في منطقة سيستان الصحراوية شمالي المحافظة التي تستخرج سنوياً 1500 مليون متر مكعب من كميات مياهها الجوفية، لكن مخازن سهولها تواجه عجزاً بنحو 200 مليون متر مكعب. ويعاني 11 من أصل 42 سهلاً بمحافظة سيستان وبلوشستان من أزمات.